Thursday, May 22, 2008

دونا بعد استحمامها


Francois Boucher,
1703-1770. "Diana Leaving the Bath."

تلك النى على اليمين أنا , دونا لوكريثيا . أجل , أنا إلهة شجرة السنديان والغابات , الخصب ومولد الأطفال , إلهة الصيد . يسمينى اليونانيون ارتيميس . أنسب إلى القمر وأبولو , أخى من بين عبدتى عدد لا يحصى من النساء والناس العاديين . هناك معابد على شرفى منشرة فى كل أصقاع الامبراطورية المقفرة . على يسارى , منحنية , تحدق فى قدمى , جوستينيانا , محبوبتى الأثيرة . انتهينا من لحظات من استحمامنا ونحن على وشك ممارسة الحب

على ضوء ألسنة لهب النار الحمراء خلعت ردائى , مسحت جسدى بعسل نحل صقيلية اللطيف , هذة وصفة لاكيدامونية لحفظ الجسد مشدودا مصقولا لامعا , وأكثر من ذلك مثيرا للحواس , حين مالت فوقى , تدهن أوصالى , تحركها , وتقدمها إلى نظرة معجبى العفيف الفضولية , أغمضت عينى نصف إغماضة , عندما هبطت عبر نفق الحس وارتعشت رعشات صغيرة لذيذة , تكهنت بوجود فونشو . أكثر من ذلك : رأيتة , شممتة , لمستة , ضممتة إلى صدرى بقوة حتى اختفى فية , دون حاجة للمسة . زاد من نشوتى أكثر معرفة أنى وأنا على وشك بلوغ الذروة تحت يدى محبوبتى النشطتين , إنة كان يفعل الشىء عينة , ملازما الإيقاع الذى تبعتة . تلألأ جسدة الصغير البرىء بالعرق وهو يراقب ويحقق متعتة بمراقبتى , ويساهم بنغمة رقة تظلل وتلطف متعتى ببراعة

هكذا حجبتة جوستنيانا عنى فى خضرة الغابة , رانى الراعى الصغير أهجع واستيقظ راميا الرمح والسهم , أكسو وأعرى نفسى . رانى أجثم على حجرين , شاهد بولى الذهبى الشاحب ينساب فى جدول صغير شفافى , حيث سيهرع حالا بسرعة إلى الجدول ليشرب منة . رانى أقطع رؤوس الوز وأنزع أحشاء الحمام كى أقدم دمها إلى الالهة وأقرأ فى أحشائها خفايا المستقبل الخفية . رانى ألمس وأشبع شهوتى بنفسى , وألمس وأشبع شهوة محبوبتى , كما رانى وجوستينيانا نغوص فى الجدول , نشرب ماء الشلال الزلال , كل من فم الأخرى , نتذوق لعابنا الممزوج , عصيرنا وعرقنا . لم يكن هناك تمارين ولا وظيفة , لا طقس جسدى أو روحى شهوانى لم نقم بأدائة له , استمتع يا صاحب الحظوة بخصوصياتنا من أمكنتنا الخفية التائهة . إنة مهرجنا , غير أنة سيدنا . إنة فى خدمتنا ونحن فى خدمتة . دون أن نلمس بعضنا بعضا أو نتبادل كلمة واحدة , أوصلنا بعضنا البعض إلى قمة النشوة مرات لا تحصى , وليس من غير الدقة القول , رغم الهاوية التى لا يمكن أن يقام فوقها جسر , الطبيعة والعمر المختلف البادى للعيان بينى وبينة , أننا إلى حد كبير جدا كائن واحد وأكثر من أعظم الأحبة ألفة وشهوة

الان فى هذة اللحظة بالضبط . سأقوم وجوستنيانا بعرض من أجلة , وفونشو , ببقائة هناك بين الجدار الحجرى والأيكة , سيقوم , بكل بساطة بعرض لنا

بكلمة واحدة , ستبعث الحياة فى هذا الجمود الأزلى ليصبح زمنا وتاريخاً . ستنبح الكلاب , ترتعش الغيضة , تخر مياة النهر بين الحصباء ونبت الأسل , وتهيم السحب المتجهة شرقا , يقودها النسيم العليل اللعوب نفسة الذى سيعبث بتجاعيد شعر محبوبتى . ستتحرك , تنحنى ويقبل فمها القرمزى الشفاة قدمى ويمص أصابعها كل واحد على حدة كما يمص المرء الليمون والليم الحامض فى بعض ظهيرات الصيف شديدة الرطوبة . ستتشابك بعد قليل أوصالنا ونحن نطفر فرحاً على غطاء السرير الحريرى الأزرق الهامس , مستسلمة إلى سكرة تنبع منها الحياة . ستحيط بنا كلاب الصيد , تتنفس علينا بخار أنفاس أفواهها الحارة الملتهبة , وربما تلعقنا بإثارة , ستسمعنا الأيكة نتنهد أثناء غشوتنا , ثم يطلق كل ميت جريح صرخة مفاجئة , بعد وهلة ستسمعنا نضحك فى دعابة صاخبة , وسترانا ننعس رويداً فى رقاد ساكن , وأوصالنا متشابكة

عندئذ من الممكن , فى رؤيتنا أسيرتى الإلهة هايبنوس , سيهجر الشاهد على أوضاعنا , المتخذ الأحتياطات القصوى كى لا يوقظنا بوقع قدمية الناعمتين , مكانة ويأتى ليتأملنا من طرف السرير الأزرق

سيكون هناك ويكون هناك ثانية , فى لحظة خلود أخرى , ركود فونشو , طلعتة شاحبة , وجنتاة متوردتان , عيناة مفتوحتان على وسعهما بالدهشة والعرفان, وخيط صغير من اللعاب يتدلى من فمة . اثنتانا مرتبطتان معا تماما , نتنفس بإنسجام , بنظرة امرأتين مشبعتين تعرفان كيف تكونان سعيدتين . سيكون ثلاثتنا فى منتهى الهدوء والصبر , فى إنتظار فنان المستقبل الذى سيسجننا وقد عصفت بة الشهوة , فى أحلام , سيثبتنا على قماش بريشتة , ويعتقد أنة يبدعنا

فى مديح زوجة الأب - ماريو برجاس يوسا


1 comment: