شاهدت مؤخرا فيلم فرنسي جميل اسمة بيرسوبوليس ( بلاد فارس ) , تدور أحداث هذا الفيلم في إيران 1978 وقت تداعي فترة حكم شاة ايران رضا بهلوي وقيام الثورة الإسلامية من خلال قصة حياة الطفلة مارجي الذي سجن جدها وعذب لمعارضتة لحكم الشاة ,ثم حياتها هي واهلها بعد ذلك في ظل حكومة الثورة الاسلامية
إنني أتفهم ثورتكم
سنحاول السير معاً نحو الديموقراطية
وسنبني المستقبل معاً
فيلم persepolis مأخوذ عن قصة كوميكس مشهورة ل Marjane Strapi ونال عدة جوائزفي الاوسكار ومهرجان كان السينمائي ,الفيلم ينقل لك صورة لايران ما قبل الثورة في العشر دقائق الاولي , ثم يأخذنا الفيلم بعدها متناول مأساة الفتاة مارجي وحياتها في ظل سيطرة الحكومة الإسلامية
صوت 99, 99% من الشعب بديموقراطية
لصالح الجمهورية الإسلامية
كنت أحب البطاطس المقلية والكاتشب وأفلام بروس لي
كانت المفضلة لدي
كنت ارتدي حذاء اديداس وكنت مهووسة بأمرين
أن أحلق بساقي في الهواء
وأن اصبح اخر النبيات
جميع احداث الفيلم بعد ذلك تنقل لك صراع ماجي الطفلة ثم الفتاة العنيدة مع قيم مجتمعها الجديدة التي ترفض الامتثال لها ,فهي لا تكترث بمنع بعض اغاني الفرق الاجنبية وتذهب لشراء شرائط iron maiden , تسخر من داخلها من السيدات المكلفات بالحفاظ علي الذوق العام عندما يتم ايقافها في الشارع بسبب ملابسها الغربية
إستغل صدام ضعف البلاد ليضرب ضربتة
وتحت شعار الحرب ضد العدو الاجنبي
تخلصت الدولة من أعداء الداخل , الجميع كانوا مرعوبين
وفي خلال سنتين تغيرت حياتنا اليومية
وكذلك نحن
إن كانت الامور ستسيرعلي هذا النحو
فلا اريد ان أؤمن بأي شيء
إحدي المشاهد الطريفة في الفيلم اثناء الحرب الايرانية العراقية مشهد جمع بين ام ماجي وصديقتها التي حكت لها كيف قدموا لابنها مفتاح بلاستيك واقنعوة انة مفتاح للجنة وكيف سيجدون بعد ذلك في السماء الطعام والنساء والبيوت الذهبية عندما يموتوا في الحرب مع العراق تشجيعا لهم علي التنجيد
تتوالي الأحداث بعد ذلك ويضطر اهل الفتاة إلي ايفادها للخارج , فرنسا , لتكمل تعليمها ولتهرب من جحيم الحرب وهناك تكتشف مدي الفوضوية المبالغ فيها التي يعيش فيها المجتمع الغربي , عدم وجود حب حقيقي فكل شيء حولها يخضع للمادة حتي الحب الذي تحاول ان تكتشفة وتفشل مرتين , نظرة الفرنسيين لها كمتخلفة قادمة من مجتمع همجي وإنفعالي
أكثر ما اعجبني في الفيلم تكنيك التحريك وخصوصا في مشاهد الحرب , الموسيقي الحزينة تجعلك تغوص في الاحداث من البداية, الحكي بضمير المتكلم مما يقربك من ماجي ويجعلك تتعاطف معها أكثر, والاهم من ذلك كلة انة فيلم سياسي اجاد صانعوة ان يقدموا ايران في اسوأ صورة , جزء كبير منها صحيح , والغريب ان ايران (بلاد فارس) بلد ذو تاريخ وحضارة قديمة بالإضافة إلي قوة صاعدة , بل هي اقوي دولة عسكرياً في المنطقة الان, ومع ذلك لا تمتلك من ادوات الدعاية لنظامها او حتي للدفاع عنة سوي بالمطالبة بالمنع لدي عرض الفيلم في مهرجان بانكوك السينمائي
الذكاء محرك الأمم وقائد الجيوش
ومدفعية الحروب
حكمة قديمة
وضعت رابط لتحميل الفيلم لمن اراد الاستمتاع بة :
http://www.mininova.org/tor/2024353
