Saturday, September 29, 2007

كيف تستحوذ على عطر إمرأة


الرواية

رواية السحر والفتنة والعطور التى تملىء المكان حولك إينما ذهبت , رواية تاخذك الى عالم من السحر والجمال بعيدا عن افلام هولييود السخيفة المليئة بالإبهار التكنولوجى الخالية من اى مضمون جاد
تدور أحداث هذة الرواية المذهلة فى القرن الثامن عشر فى فرنسا فى أسوا عصورها تخلفا وقذارة
(فالشوارع كانت تنضح برائحة الغائط وباحات المنازل برائحة البول والمبانى المفعمة برائحة الخشب المتفسخ وروث الجرذان والمطابخ المليئة برائحة الملفوف المتعفن وشحم الخراف . اما الغرف غير المهواة فقد كانت تنضح برائحة الغبار الرطب وغرف النوم برائحة الشراشف المدهنة واللحف الرطبة المحشوة بالريش
ومن المدابغ رائحة قلويات الغسيل الواخزة ومن المسالخ رائحة الدماء المتفسخة اما البشر فكانوا ينضحون برائحة العرق وان تقدم العمر بهم قليلا فقد كان لأجسامهم رائحة الجبنة العتيقة والحليب الحامض والامراض الورمية . بحسب وصف المؤلف
بناء الرواية بشكل عام معتمد على هذا الاسلوب فى السرد , وصف الاشياء من خلال أنف رجل حساس
فى بداية اول خمس صفحات شدنى هذا الاسلوب العجيب لقرائتها واعتقدت انها مجرد فقط وصف اولى للاحداث وستسير الامور بطبيعية . ولكن بعد توغلى فى هذا الجو الساحر ايقنت ان هذا الكاتب حتما يعمل فى محل للعطور أو جاء من عالم اخر غير الذى نحياة جميعا
فهو يصف جميع انواع العطور التى تخطر ولا تخطر لك على بال فهو يصف لك روائح الكافور والبنفسج والنرجس , زهرالخزامى , قشور الكاسكاريلا , جذور الناردين والمسك الرومى المعتق وكذلك عرق المؤخرات وطيات الركب وجلود واسنان المشنوقين
ولد فى هذا الجو (جان باتيست جرنوى ) لإمراة صغيرة تحت طاولة لتنضيف السمك فى احد الاسواق وتم اعدام امة تحت المقصلة بتهمة التخلص من اولادها بعد اعترافها باربع حالات اخرى مثلة تم التخلص منها .ويطوف الإبن على عدد من المرضعات اللاتى يرفضن إرضاعة بسبب جشعة فى الرضاعة ثم يتم إيداعة فى ملجأ للأيتام
ويبدأ المؤلف فى وصف الطفل قائلا بحسب تعبيرة
من ولد مثلة وسط القمامة وعاش , لن يسمح للموت ان يداهمة بسهولة, كلن قادرا على الإكتفاء بحساء الماء اياما طويلة او بأفقر انواع الحليب كما استطاع تحمل الخضار الفاسدة واللحم المتفسخ
وفى جزء اخر يصفة قائلا : كان شديد المقاومة كالبكتريا المنيعة وقنوعا كقرادة ضئيلة تقبع مستكينة على الشجرة
( لم يقدم للعالم من ذاتة سوى غائطة , لا بسمة ولا صرخة ولا إلتماعة عين , ولا حتى رائحتة )
وتبدأ موهبة غرنوى فى الظهور من خلال أنفة الحساس الذى يستطيع إختزال اشد انواع الروائح صعوبة داخل جسدة فهو لا يشم الخشب فقط وإنما أنواع الخشب كالبلوط والصنوبر والدردار والخشب العتيق والطازج والهش والمتعفن بل حتى كسرات وفتات الخشب . والادهى من ذلك هو امتلاكة القدرة على على مزج الروائح فى خيالة مما ادى إلى ابتكارة انواعا من الروائح غير موجودة فى العالم الحقيقى
ثم تكتشف صاحبة الملجأ موهبتة , وشمة لرائحة الدود فى القرنبيط قبل ان تفلقها السكين , شمة لرائحة الضيوف قبل وصولهم ورائحة العواصف قبل وقوعها . ثم تتخلص منة معتقدة انة يقرأ المستقبل بإرسالة إلى دباغ يعمل حسب وصف المؤلف بسلخ جلود الحيوانات المتفسخة ومزج سوائل التبغ والتلوين السامة وتشريب قشور الجلد العطن بالقلويات ليعمل كعامل سخرة باجر زهيد
وتتوالى الاحداث ويذهب غرنوى إلى العطار ( بالدينى) اشهر عطار فى باريس الذى يعانى من أفول تجارتة وينجح غرنوى بأبتكار انواع جديدة من العطور تجعل بالدينى يستعيد شهرتة مرة أخرى بسبب هذا الطفل المعجزة , إلا انة لا يلبث ان يتركة الى الجنوب بحثا عن طرق جديدة ليدعم بها موهبتة
يعيش غرنوى بمفردة بعدة ذلك على احد الجبال مقاطعا العالم محاولا إستكشاف ذاتة . ثم يقرر العودة إلى المدينة مرة أخرى بعد سبع سنين من العزلة
تبدا مشاكل غرنوى مع ذاتة فشىء مثل الاخلاق – السعادة – الضمير – الرب لا يستطيع ان يجردها من مفرداتها ليتذوقها او يحس بها . حتى نفسة انة لا يقرأ رائحتة ولا يستطيع ان يختذل رائحة البشر داخل
جسده
تبدأ ذروة الاحداث بعد ذلك عندما يجد الناس جثة فتاة عارية فى الخامسة عشر من عمرها منزوعة الشعر والثياب وتتوالى الاحداث مع المزيد من جثث الفتيات العذراوات فقط وخصوصا فى السن الذى تبدأ فية الفتاة بالتحول إلى إمراة ودائما من النوع الفائق الجمال دون الإعتداء عليهم جنسيا
انظر الى وصف المؤلف لأول فتاة يقتلها غرنوى
كان شمة ممتعا للغاية , فعرقها وجدة منعشا كريح البحر , ودهن شعرها كزيت الجوز , وفرجها كباقة من زنابق الماء وجلدها كزهر المشمش
وبتتابع الاحداث نتعرف على ريتشى الارمل وابنتة الوحيدة لورا الذى يريد الهرب بها من المدينة خوفا على حياتها وتزويجها فورا لتتخلص من صفة العذراء ليبعد نظر المجرم صائد العذراوات عنها وخصوصا مع جمالها الباهر الذى يصل الى الخارج
نعود الى غرنوى الذى جمع 24 قارورة عطر والتى استخلصها من أجساد الفتيات الاربع وعشرين الاتى تخلص منهم بعد تقطيرهم ومزج اجسامهم بمختلف انواع الزيوت والدهون بطريقة مرعبة مثلما كان يفعل فى محل العطور وتبقى الاخيرة ليكمل مجموعتة ليحوذ الجمال الابدى وهى طبعا لورا أجمل انثى فى المدينة
وينجح غرنوى فى الوصول إليها ويتخلص منها فى هدوء ويحوز غرنوى خمسة وعشرين زجاجة عطر لاجمل عذراوات المدينة
ويتم القبض علية بعد ذلك والحكم علية بالإعدام بسرعة تجنبا لسخط اهالى الضحايا الذين لم يستطيعوا التصديق بحسب وصف المؤلف ( ان هذا السافل الضئيل المحنى الكتفين , هذا الخرع , هذة الكومة الحقيرة ) يمكن ان يقتل
تظهر المعجزة لحظة تنفيذ الحكم عندما يتم انزالة من العربة امام العشرة الاف رجل وإمراة الثائرين
تمتلىء نفوس الجميع بأن هذا الرجل الضئيل لا يمكن ان يكون قاتلا , لقد شعروا بالحب امام هذا الملاك الذى اطلق عنان الرغبات الدفينة لكل شخص منهم فها هى احدى النساء تبدأ فى الغناء ليغشى عليها
والاسقف الذى يحس بنشوة دينية ويركع لغرنوى الذى بدا للراهبات كتجسيد للمخلص ولعبدة الشيطان كسيدهم وللصبايا الجميلات كأمير خرافى . وتنقلب الساحة لحفلة ماجنة فيتجرد الجميع من ثيابهم ويمارس العجوز الجنس مع العذراء والعامل الاجير مع زوجة المحامى والصبى مع مع الراهبة ويترك الجميع غرنوى بمن فيهم الجلاد وهيئة المحلفين بعد ان سحرهم هذا الشاب بعد ان سكب قطرة من العطر الذى بحذوتة على جسمة قبل تنفيذ الحكم علية , واصبح بريئا فى نظر الجميع ويتم الافراج عنة
تنتهى الرواية بمقتل غرنوى على يد مجموعة من المرتزقة بعد ان وضع بعض قطرات من العطر الذى كونة من اجساد الفتيات على جسدة . لقد اشعل هذا العطر قوة امتصاص جعلتهم ينكبون علية كل منهم يريد اخذ قطعة من جسدة الضئيل وسرعان ما تمزقت ثيابة وجسدة ليصبح وليمة لهم وتنتهى هذة الرواية العجيبة بهذة النهاية التى ربما تكون غريبة للبعض ولكن ليس بأعجب من الفكرة التى ابتدعها هذا الكاتب الالمانى
( باتريك زوسكيند )
تعد رواية العطر هى اشهر اعمال هذا الكاتب وقد بيع منها خمسة عشر مليون نسخة وترجمت إلى 46 لغة مختلفة



الفيلم
الفيلم اقل بشاعة من الرواية , من الناحية البصرية رائع والموسيقى تجعلك تغوص فى أجواء الفيلم بإسلوب شاعرى , العرى فى الفيلم تم تنفيذة بطريقة غير مقززة
ومن المفارقات الغريبة تعليق المخرج العالمى (ستانلى كوبريك) على الرواية بوصفها غير صالحة للتحويل إلى فيلم سينمائى ولكن المخرج توم تايكوير ينجح رغم انف الجميع فى تحويلها إلى هذة التحفة التى رأيتها
من المخرجين الذين خلبتهم هذة الرواية ايضا المخرج العالمى ريدلى سكوت والذى اخرج فيلم المصارع
Sleppy Hollow و Batman وكذلك تيم بيرتون مخرج افلام
الذى تم ترشيحة لإخراج الفيلم مع مارتين سكورزى مخرج
gangs of new york و the aviator
الفيلم بهذا المستوى الذى رأيتة يعتبر مرضى جدا وتبقى نقطة الضعف الوحيدة فى الفيلم عدم مراعاة طريقة السرد المليئة بالوصف الدقيق للروائح كما فى الرواية
دائما استوقفتنى هذة الملاحظة , معظم الافلام التى تقدم قيمة فنية عالية او تقدم لك الحياة من منظور جديد او تجعلك تفكر معظمها ليس امريكيا خالصا فبيرجمان سويدى الجنسية وباتريك زوسكيند مؤلف هذا الفيلم ألمانى وفللينى وفرانسيس فورد كوبولا ايطاليان وغيرهم الذين قدموا افلاما وفنا لن ينساها عشاق السينما ابدا









Thursday, September 20, 2007

عدم


كان بودى ان اتكور على نفسي هكذا وانتظر الى ما لا نهاية الحدث الجلل الذي يتربص بشخصى وبذاتي ... سوف تتوشح السماء بوشاح كالح مثل شوارع المدينة المظلمة وتزبد احشاؤها وترعد وينزل المطر مثل خيط من السماء وينهمر على كاهلى ليغسل جروح وجهي وكدمات رأسي وركبتي ... كان بودى ان انكفىء على نفسى هكذا متوحداً أستمع الى ما لا نهاية لترهات ذاتي ...

أدرك الان انني خسرت حتى نفسي وهى لم تكن الا سراباً وغبشا ظللت اصارع من اجله منذ حقب من حياتي السالفة ... ومما صرت اتبينه حتى الان مثل فجيعتي تلك او اشد ان لا احد فى هذا العالم السفلي او غيره من العوالم الاخرى بإمكانه ان يجلب لى الخلاص وينعش روحي وذاتي الرازحة فى الظلمة الكالحة والمستنفدة كل روافد الشك واليقين ... بودى ان اقول هنا انني لا اريد ان اجلب لجسدى المنهك شقاء آخر او اى مكاسب تختلقها نفسي من رصيد اوهامها الوافر ... ولا اريد ان تسعى قدمي الواهنتين الي اماكن اخرى من اجل ان تشبع كبرياء هذه النفس الشرهة .. وبامكاني ان اغمض عيني الان ولا انظر طرفة عين اخرى لهذا الكون ولهذه الاشياء التي لم تعز وهني وغبني مرة واحدة ولا ألمس بيدي الناتئتين أي كائن أو يد او حتي حلمة امرأة صلبة مثل افريز من الشهوة التى تم تعتق نفسي من ايروسها الدائم ... انني ارغب بكل ما بقي لدى من حول ان اكتم حركة ما يقبع بداخلي من اعضاء وخلايا ظلت تستنزفها ذاتي التى هى لا شيء الا كلمه براقه سمي بها هذا الجسد الهزيل وظل بوحي من شيطان خفي لعين فى خدمة نزقها وغيها ..ما يكون ذلك الذي سعيت اليه وظل ينهش وينهش هاجس المجد او الخلود ... او حتى خيط الحب واليقين الذي لم اتمكن من وصله ابداً.... إنني اريد حقاً ان اوقف ذلك النزيف الطويل فى عروقي وأتلف تلك الكدمات فى صدرى ورأسي .. واولى لمرة واحدة سمعي لما يصدر عن جسدى من اصوات وحنق ... حيث لم يسبق لى ان كرست كلمة واحدة بغية مطلب حقيق به ... جسدى آن له مني ان ينال رغبته فى الخدر والفناء الدنيوى ... وان يأوب الى ذرات الارض ورسوبها ويتحلل الى حبات من الرمل فى صحراء توات القاحلة .

اريد ان يتحلل جسدى الى ذرات صغيرة من العدم والسراب لا تعطش ابداً ولا ينمو بين فواصلها اى شكل من حياة اخرى ... سوف يتخمر جسدى تحت وهج القمر المكتمل .. وتتحول كتل منه وقطع صغيرة لازالت تتمسك بنزق الحياة وبريقها الى دود وسرطانات ذرية تلتهم اجزاءه الباقية .... سوف تبزغ مثل المخلص شمس توات الساطعة خلف الصخور ليحرق وهجها عفن الحياة ورداءتها ... تغسل شمس توات الساطعة كل خلية وكل مسام وكل فجوة بين العظام وتطرد الحياة عن جسدى المنهك ... كنت افكر ايضاً فى تلك امنيتي الاخيرة ... جسدى يتشظى الى قطع صغيرة فى تابوت من حجر الصوان البراق ... اشعر بوضعية الانعتاق من نزق الحياة وعنتها ... لا آكل ولا أنام ولا اتبرز ولا يتملكني هوس الحب ولسع الالم ... الالم الذي ينخر و ينخر فى طبقات جسدى الحي المتعفن المملوء بالكراهية تجاه هذه الحياة .

ظلت ارقب شمس توات الحمراء تختفي مثل شفة امرأة مستثارة تلعق قضبان الصخور الجرانتية ... جسدى يحتفل للعدم والفناء وخلاياى تتحلل الى حبات صغيرة من الرمل ورسوب متقاطعة للصخور.... أرصد فى بؤرة نهايتى حتمية العدم ... خيوط العدم ناصعة مجردة من وفرة الحياة وورمها ...... نقاط ذرية لا نهائية ... خط الوصل اللانهائي .....

من رواية/ خط الوصل
تأليف رضا روباش
اللوحة : زيت
إسلام زاهر

كيف تقهر الموت

الختم السابع


كيف تقهر الموت مع

انجمر برجمان

يحكى هذا الفيلم قصة انطونيو المحارب الذى يرجع إلى ارض الوطن بعد الحروب الصليبية ثم يقابل الموت فى إحدى الشواطىء فى صورة رجل متشح بالسواد ويتحداة الرجل بمباراة للشطرنج إذا فاز بها المحارب ينجو بنفسة وإذا خسر يأخذ روحة وخلال المباراة التى تأخذعدة جولات ينجح الرجل فى تعطيل حكم الإعدام من خلال هزيمتة للموت فى عدة جولات .

أحداث الفيلم تدور فى القرن الرابع عشر عصر الحروب الصليبية والمجاعات والاوبئة وحكم رجال الدين وحرق الساحرات بتهمة الهرطقة والموت الذى يحصد الجميع .

تبرز حيرة هذا الرجل المحارب اليائس الذى تحدى الموت ظاهريا واستطاع ان يتغلب علية فى الجولة الاولى ولكنة مازال يشعر بالخوف منة, يذهب الى الكنيسة للإعتراف ويسال القس عن اللة لماذا يختفى وسط وعود مبهمة ومعجزات خفية ؟ انة يريد المعرفة وليس الايمان والظن يريد ان يرى اللة الصامت وهو يبكى إلية فى الظلام ولكن هواجسة تؤرقة وكأن لا احد هناك ,

إحدى المشاهد المهمة فى الفيلم عندما يشاهد إمراة صغيرة متهمة بالسحر ويتم الإعداد لحرقها حية ويسألها عن الشيطان المفترض انها تمارس معة السحر, هل بإمكانة ان يتعامل مثلها مع الشيطان ؟ إنة يريد ان يسألة عن اللة هل هو موجود؟ ولكنه لا يأخذ منها أى إجابة مقنعة

هذا المشهد الوجودى الذى يدفعك إلى احتمالية انة لا يوجد إلة تجدها فى الجو العام للفيلم كثيرا. ايضا تجدها عندما يسأل الموت هل تعرف شىء عن اللة ؟ فيجيبة انة يعرف لاشىء.

تجدها ايضا فى المشهد الاخير عندما يفاجىء الموت الجميع فيتضرع المحارب الى اللة طالبا منة الرحمة فيجيبة أحدهم : لا شىء هناك يستمع الى رثائك , انت تتأمل فى لامبالتك الخاصة النهاية ذاتها هى نصر للأحياء.)

هناك تركيز ايضا على فكرة صنع الإنسان لمعبود من خوفة و تسميتة الرب, تجدها واضحة فى تضرع المحارب إلى اللة عندما يحين أجلة عندما يقول فى نهاية الفيلم : (ربنا انت فى مكان ما – أنت يجب ان تكون فى مكان ما )

الفيلم بصفة عامة يعطى الموت كل الإجابات عن الكون , هى فقط الحياة ولاشىء غيرها .

من المشاهد المؤثرة فى شخصيا , مشهد فرقة مسرحية صغيرة تغنى أمام حشد من الناس وفجأة يظهر موكب دينى يتقدمة مجموعة من القساوسة يحملون الصليب وخلفهم مجموعة من البسطاء ثم يركعون ويسألون اللة الرحمة والمغفرة ثم يبدأون فى العويل والبكاء والصريخ ثم يبدأ احدهم وصلة دينية قائلا : سوف يعاقبنا الرب ويبدا فى السخرية من الممثلين مخاطبهم قائلا:

( انت هناك يا من تفتح فاك مثل الماشية وانت ايها المنفوخ بالرضا هذة قد تكون ساعتك الاخيرة الموت فوق رأسك , انت ايها المرأة المليئة بالرغبة والحياة هل ستذبلين قبل الفجر , انت يا صاحب الانف المنتفخة , هل تعرف انك ستموت )

يذكرنى هذا المشهد بفقهاء الغم عندنا امثال محمد حسان ويعقوب وكشك وكلامهما عن حرمة التمثيل و الموت والناس التى تمشى فى الارض فرحا , وكأن التاريخ يعيد نفسة .

بصفة عامة الفيلم صادم فى أفكارة , القضية التى طرحها والاسئلة الجريئه التى تناولها, تركيزة بشكل جرىء على تيمة سكوت الإلة .الفيلم من الناحية البصرية أكثر من رائع , أداء الممثلين ممتاز وخصوصا الموت الإخراج البسيط والمؤثر, قوة الفكرة التى تجعلك تفكر فى الحياة من منظور أخر.

جزء من الفيلم

Wednesday, September 19, 2007

كل شىء فى الجنة حسن

بوستر الفيلم

Eraserhead

( In Heaven Every Thing Is Fine )

دائما ما استفزتنى هذة النوعية من الافلام ومن اهمها هذا الفيلم الذى يضعك فى عدة اختبارات لذكائك ودرجة صبرك على مشاهدتة الى النهاية.

( هذة النوعية من الافلام لن تناسب الاشخاص الذين يريدون كل المشاهد مفسرة لديهم (

الفيلم هو Eraserhead

المخرج والمؤلف هو David Lynch يضعك فى حالة تدفعك للكابة على الفور من بداية الدقائق الاولى من الفيلم,

ايقاع الفيلم بطىء جدا , جو عام ملىء بالسواد , لا يوجد مكان تذهب الية , لا توجد اسئلة لانك لا تستطيع ان تتعلم شيئا ولا يوجد ما تناقشة , لا يوجد اى شىء مثير فى هذة المدينة الصناعية ,انها واقعية عجيبة مقبضة للصدر تدفعك للشعور بانة لا يوجد احسن مما تراة .

يبدأ الفيلم بشخص يظهر سابحا فى الفضاء (هنرى ) ثم يخرج من فمة دودة تسبح مبتعدة فى الفضاء , يظهر شخص ينظر من شباك الى العدم ثم يبدأ فى الضغط على أحد التروس الدائرية ثم تبدأ احداث الفيلم .

الشخصية الرئيسية هى دايفيد سبنسر الذى تنجب لة عشيقتة ابنا مشوة يصرخ طيلة الوقت صرخات رتيبة مكررة تبعث على الغثيان تضطر عشيقتة على اثرها ان تترك المنزل .

تطارد هنرى كوابيس مزعجة , يشاهد فى إحدى احلامة أمراة شقراء تقف وسط أرضية مليئة بالديدان التى تسحقها بقدمها .

تظهر كائنات تشبة الدود فى مشاهد متفرقة من الفيلم فى حجرة سبنسر وتحت الاغطية التى تتدثر بها عشيقتة وتسبب لهم ازعاجا ويضطر الى تمزيقها. تظهر لة إمراة اخرى تسألة عن زوجتة ويخبرها بذهابها الى منزل والديها ثم يمارسان الجنس سويا.

تظهر المرأة الشقراء مرة أخرى لة فى الحلم وتغنى ( كل شىء فى الجنة حسن ) ويظهر أمامها سبنسر متوترا

ثم يفقد رأسة وسط بركة من الدماء ويخرج من مكانها رأس الطفل المشوة ببكائة المرعب.

يستيقظ هنرى من نومة ليجد الطفل مازال يعوى ويضطر الى قتلة فى النهاية.
الدود الذى يظهر فى الفيلم = الخطيئة بن سبنسر ومارى .

الطفل المشوة هو ثمرة هذة الخطيئة فهو يشبة الدودة فى تكوينة , أو الشى العفن , إن الطفل جزء من هنرى سبنسر وبتتابع الاحداث تكتشف أن هنرى هو الطفل وذلك يظهر بوضوح عندما يقتل الطفل يموت هو.

Eraser head = ( رأس الممحا ة ) هى ذكريات هنرى السيئة التى تسبب لة القلق طيلة أحداث الفيلم يحتاج ان يمحيها,
فى إحدى كوابيسة تجدة يفقد رأسة ويجد طفل الرأس المنفصلة ويذهب بها أى مصنع يديرة شخصان يأخذا جزء من راسة ويحولاة الى ممحاة يمسحون بها على ورقة (كوابيسة مع الريح ).

المرأة التى تغنى هى ( الموت ) دائما يظهر الموت بشكل جميل حتى يقتنص منك , وهو يعدة بذهاب كوابيسة قائلا لة ( كل شىء فى الجنة حسن ) حتى يموت امامها فى الحلم عندما تنفصل راسة عن جسمة فجاة .

الرجل الذى يظهر بجانب الشباك فى بداية الفيلم هو ( اللة ) يراقب هنرى ويحاول منعة من الانتحار بسبب كوابيسة التى تطاردة .

من الاشياء العجيبة إستعانة المخرج بجثة قطة ميتة لينفذ الخدع المتعلقة بالطفل المشوة لتبدو حقيقية .

بعد ان تشاهد هذا الفيلم ستتمنى الا تستيقظ فى عالم كالذى تراه فى هذا الفيلم . الشخصيات العجيبة المتبلدة التى تراها , السواد الكالح , حالة الصمت القاتل , حفيف الصراصير الذى تسمعة فى اجزاء كثيرة من الفيلم , عويل الطفل المستمرالمرعب الذى انجبتة عشيقتة .

Eraserhead نظرة مستقبلية لحياة الإنسان , الخالية من العواطف , المليئة بالخطايا , المغرقة فى المادية القاتلة , هنرى سبنسر ستشاهدة يوميا فى المستقبل , مستقبل الالة وغياب الإنسان.




الموت فى صورة إمراه


Tuesday, September 18, 2007

الهرطوق الاول


أنا غاليليو غاليللي من مدينة فلورنسا, أبلغ من العمر 70 عاما و الماثل أمامكم راكعا أيها السادة الموقرين والمحققين ضد كل قضية هرطقة و فسق في الجمهورية المسيحية... رافعا امام عينيّ و لامسا بيديّ، الأناجيل المقدسة - أقسم أنني كنت دوما، و الآن، و بعون اللـه في كل أوان في المستقبل، أقبل كل ما تثبته، و تبشّر به، و تعلمه الكنيسة الرومانية الرسولية الكاثوليكية المقدسة.
و حيث أنه تبعا للوصية التي منها عليّ قضائيا، هذا المجلس المقدس، و التي تقوم على وجوب أن أترك نهائيا، الضلالة القائلة بأن الشمس هي مركز العالم و لا تتحرك، و أن الارض ليست هي مركز العالم و هي تتحرك، و أنني لن أثبت، او ادافع عن، او أعلّم بأي شكل من الاشكال، كتابة او لفظا، التعليم المذكور، و أنه تم تنبيهي بأن هذا التعليم هو مناقض للكتب المقدسة -- أنا كنت قد كتبت و طبعت كتابا شرحت فيه هذا التعليم المشجوب، و استدللت بحجج مقنعة لصالحه، بدون أن أقدم أي حلول اخرى، و لهذا السبب حكم عليّ المجلس المقدس بالهرطقة الشديدة، اذ أنني أثبتّ و اعتقدت بأن الشمس هي مركز العالم و غير متحركة، و أن الارض ليست المركز و تتحرك.

لهذا، و رغبة مني في ازالة هذه الشكوك القوية من عقول عظمتكم، و كل المسيحيين المؤمنين، الشكوك المفهومة و التي أقدّر سببها، فأنا هنا بقلب مخلص و ايمان صادق أستنكر و أشجب و ألعن كل هذه الضلالات المذكورة و الهرطقات، و بشكل عام كل ضلالة او بدعة مهما كانت، التي تخالف الكنيسة المقدسة، و أقسم أنني في المستقبل لن أقول أو أدعم، لفظيا او خطيا، أي شيء يمكن أن يؤدي الى مثل هذه الشكوك بي، و لكن اذا عرفت عن اي هرطوقي، او اي شخص اشك بأنه مهرطق، سوف أشجبه لهذا المجلس المقدس، او المحققين او الجهة الأمثل للمكان الذي اتواجد فيه حينها. و اضافة الى ذلك، أقسم و أعد بأن أوفي و أنجز كل الكفّارات التي ألزمني بها هذا المجلس المقدس، أو التي سيلزمني بها في المستقبل. و في حالة مخالفتي (لا سمح اللـه) لأي من هذه الوعود و العهود و القَسَم، سأسلم نفسي الى كل الالام و الأجزية التي تطبقها و تعلنها الدساتير و القوانين المقدسة، جملة و تفصيلا، ضد أي جريمة كهذه. لذا أعنّي يا اللـه، و يا أناجيله المقدسة، التي ألمسها بيدي.

أنا، المدعو غاليليو غاليلي، استنكرت و حلفت و وعدت و ألزمت نفسي كما ورد أعلاه. و لشهادة هذه الحقيقة، قمت بكتابة هذه الوثيقة بيدي لتسجيل استنكاري، و قمت بتلاوتها كلمة كلمة في روما، في دير مينرفا، في هذا اليوم الثاني و العشرين من يونيو من عام 1633.

أنا غاليليو غاليلي استنكر كما ورد أعلاه بيدي"

بعد مرور قرابة 360 عام.......عام 1992....الكنيسة الكاثوليكية تعترف بخطئها و تعلن رسميا أن غاليليو كان على حق, و نظرياته بخصوص النظام الشمسي كانت صحيحة