إن التبصر الذي لا يختبر ولا يدعمة الدليل
ضمان غير كاف للحقيقة
برتراند رسل
وصلني هذا الأيميل من صديقة وهي تصب جام غضبها علي المرسل
مر بقربنا شاب في العشرينات يلبس قميصا كتب عليه (( GAP )) فإستوقفه
زميلنا الكندي (( و طبعا هو كندي من أصل عربي و مسلم )) و سأله : هل تعرف ما معنى GAP ؟؟؟؟
فرد الشاب قائلا : ماركة معروفة ... فقال له زميلنا : و الله هي أصبحت معروفة و لكن أتدري معناها ؟؟؟؟
قال الشاب لا ...
فشرح له زميلنا معنى كلمة GAP : قال له هي ثلاث حروف من ثلاث كلمات
إنجليزية و الله لو عرفت معناها ما لبستها !!!!
لأن الناس في كندا و أمريكا ما يلبسونها إلا فئة معينة ؟؟؟
و معنى الحروف الثلاثة هي ! Gay And Proud و تعني
(( لوطي و فخور بأني لوطي ((
و قد أسس هذه الشركة أحد اللوطيين ...
و شركة GAP هي الممول الرئيسي لمحطة فضائية خلاعية مختصة باللواط و اللواطيين تسمى Gay TV تساعد اللوطيين و تدافع عن حقوقهم .
أنشرها فالكثير لا يعرف معنى هذه الكلمة ولكم الأجر والثواب إن شاء الله
لاحظ شيئين مهمين في طريقة الخطاب , وهو يقول واصفا الشخص الذي استوقف الاخر : قائلاً ( وطبعاً هو كندي من أصل عربي ومسلم ) فقط تذكر ان من نبهة هذا الغافل النصراني هو مسلم
منذ عشر سنوات لم يكن هناك انترنت في كل منزل , كان الحصول علي معلومة سريعة او متابعة خبر مهم يشدني يتم بصعوبة , لم يوجد أمام جيلنا وقتها سوي القنوات الارضية و الجرائد الحكومية او الجرائد المعارضة وقد كان اغلبها يهدف إلي الإثارة , هل تتذكرون جريدة المواجهة , كانت متخصصة في قصص الجن والعفاريت مع بعض التوابل الجنسية , او جريدة حديث المدينة , وطبعاً كانت علي قمة كل هؤلاء جريدة النبأ صاحبة الفيلم الجنسي الشهير لكاهن احدي الكنائس كانت هناك وقتها قلة قليلة من الجرائد المحترمة مثل الدستور في اصدارها الاول , خبر مثل هذا كنت اجد مثلة الكثير في جرائد صفراء وكتب يتم طباعتها خصيصاً لهذة الاشياء , واشهرهم عماد ناصف صحفي الفضائح المشهور , كان عندي لة كتاب اسمة : أحفاد الخنازير يستهزئون بالله ورسولة وفية الرسمة المشهورة للوجو كوكاكولا وعندما تعكسها تجد كلمة لا محمد . لا مكة والكتاب مليء بالكثير مثل هذا الهراء, وقتها كان من الصعوبة التحقق من مثل هذة الاخبار التي نسمعها كثيراً , وحتي الان اجد الكثير من الايميلات تصلني إحداهم تذكر ان العلماء اكتشفوا ان هناك انشقاق طولي علي سطح القمر ليؤكد معجزة انشقاق القمر ايام النبي محمد ونيل ارمسترونج الذي سمع الاذان يوماً علي سطح القمر ! وتم تفنيد هذة الشائعات بعدها عتدما اتضح ان الانشقاق مجرد انشقاق علي سطح القشرة الخارجية وليس انشقاق في قطر القمر وكذلك في الشائعة الاخري عندما اتصل الكاتب أحمد بهجت بنيل ارمسترونج ونفي الرجل بنفسة هذة الشائعات
أخذت ابحث عن شركة GAP علي الإنترنت وبعد بحث قصير علي عدة مواقع توصلت إلي الاتي :
بدأت هذة الشركة نشاطها عام 1969بواسطة Donald Fisher and Doris Fisher
ولا يوجد اي دليل علي اي نوع من العلاقة بينهم وبين اي قنوات إباحية سواء بالتمويل او التعاقد , لا اعرف من اين اتت كاتبة هذا الأيميل بهذا اليقين وما مصادرها ؟
كانت الشركة في البداية متجر صغير لبيع بنطلونات الجينز المختلفة من كافة الماركات في مكان واحد ثم تطور المتجر بعد ذلك واصبح شركة كبيرة لبيع جميع انواع الملابس للاطفال والكبار , والمعني الحرفي لكلمة GAP هو فجوة , والمعني المقصود من الاسم هو احداث ثغرة او فصل بين الجيلين , جيل الشباب الامريكي الحديث بقيمة الجديدة ونوعية ملابسة وطعامة و جيل الأباء القديم ولا دخل لها اطلاقاً بكلمة GAY AND PROUD
الغريب ان اطلاق هذة النوعية من الشائعات ليس مقصوراً علينا فقط وانما يتم في الغرب ايضاً , حدث هذا مع adidas ليصبح اختصارها All Day I Dream About Sex وكذلك احدي ماركات الملابس الرياضية Troop Sport لتصبح To Rule Over Oppressed Peaple, لا اعرف هل هي في الخارج حروب متبادلة بين الشركات التجارية الكبري ام ان القابلية لتصديق الشائعات عندهم موجودة بالمثل عندنا ايضا
يخبرنا الكاتب كارل ساجان في كتابة عالم تسكنة الشياطين عن الادوات التي يمكننا ان نقيم عليها طريقة تفكيرنا عندما نتعرض لأمور مثل هذة :
1 - فكر في اكثر من افتراض واحد , وإذا كان هناك شيء يحتاج إلي تفسير فكر في جميع الطرق المختلفة التي يمكن تفسيرة بها ثم فكر في إختبارات يمكنك بها إثبات خطأ كل بديل بطريقة منهجية , فلن يبقي سوي البدائل التي تقاوم الدحض في هذا الإنتخاب الدارويني من بين الإفتراضات المتعددة التي يمكن العمل بها والتي لها فرصة أفضل كي تكون الإجابة الصحيحة وذلك بدلاً من ات تنجرف ببساطة وراء أول فكرة تروقك
2 – حاول الا تكون مهتماً بإفتراض ما اهتماماً زائدا لمجرد انة إفتراض افترضتة بنفسك فهو مجرد محطة علي درب المعرفة واسال نفسك عن السبب الذي يجعل الفكرة تحلو لك وقارنها مقارنة عادلة مع البدائل وتأكد مما إذا كنت تستطيع ان تجد من الاسباب ما يجعلك ترفضها وإذا كنت لا تجد هذة الاسباب فلسوف يستطيع الاخرون
3 - لا وزن ذو بال للحجج التي يسوقها الثقات فهؤلاء الثقات قد أخطاوا في الماضي وسوف يفعلون الشيء نفسة في المستقبل وربما كان من الأفضل التعبير عن هذة الفكرة بأن نقول لا يوجد ثقات في العلم فهناك خبراء فقط علي اكثر تقدير
4- عليك دائماً ان تسأل نفسك هل يمكن إثبات زيف هذا الإفتراض ولو علي الاقل من حيث المبدأ اما القضايا التي لا تقبل الاختبار او الدحض فلا قيمة كبيرة لها
لو يعرف الناس كل الشائعات ومصادرها
لما ظل أربعة أصدقاء في العالم
