Friday, September 11, 2009

قصة الحجاب والنقاب في مصر

بقلم : د جلال أمين

القاهرة في 24/11/2037


كان الأمر قد بدأ بدايات بريئة جداً ومتواضعة للغاية فلم يلفت نظر أحد , ولم يتصور أحد ان الأمر يمكن أن يتطور علي هذا النحو الخطير


ففي حوالي سنة 1970 أي منذ ما يقرب من سبعين عاماً , شوهد في بعض شوارع القاهرة ما لا يزيد علي أربعة أو خمسة نساء يرتدين زياً لا يختلف كثيراً عما أعتادت نساء الحضر في مصر إرتداؤة , اللهم إلا في أنة يشمل غطاء كاملاً للشعر والأذنين , صنع من نسيج أبيض أو رمادي , وأن الاكمام كانت تغطي الذراع بأكمله , وإن كانت تظهر منها اليدان , كما أن الرداء كان طويلاً حتي ليكاد يلامس الأرض

بمرور بضع سنوات تزايد عدد النساء الاتي يرتدين هذا النوع من الرداء إلي بضع مئات ثم إلي بضعة ألاف فتجد مثلاً أنة في إحدي المصالح الحكومية




كانت هناك سيدة واحدة ترتدي ما سمي وقتها بالحجاب , ثم أنضمت إليها سيدة أخري , ثم سيدة ثالثة , حتي شعرت الباقيات بالحرج ففعلن نفس الشيء

عندما بلغ عدد السيدات المحجبات عشرات الألوف , بدأ بعض علماء الاجتماع في مصر يهتمون بالظاهرة , وقدموا لها تفسيرات شتي , فمنهم من قال إن السبب هو الإرتفاع المفاجيء في معدل الحراك الإجتماعي , زكانوا يقصدون بذلك أن بعض الطبقات الإجتماعية التي كانت نساؤها محرومة من فرص التعليم أو التوظيف أو العمل خارج البيت , حصلت فجأة علي هذه الفرص , فزاد إختلاطهن الإضطراري بالرجال , علي نحو لم يعتدن عليه من قبل ولجأن إلي الحجاب كنوع من الحمايه لأنفسهن من نمط الحياه الجديد , ورحب رجالهم بالحجاب أو أصروا عليه لنفس السبب , ومنهم من ذهب إلي أن الظاهرة هي جزء من الصحوة الجديدة للحركات الإسلامية التي حدثت كرد فعل لهزيمة 1967 ولفشل كل من الإشتراكية والرأسمالية في تقديم حل لمشاكل المجتمع ومنهم من أشار إلي البلاد العربية النفطية كسبب محتمل لإنتشار الحجاب في مصر , حيث تلتزم النساء بتلك البلاد برداء أكثر إحتشاماً .. وهكذا

ولكن كل هذه المحاولات لتفسير الظاهرة تفسيراً إجتماعياً أو سياسياً لم تتمتع بقبول واسع , ورفضت رفضاً باتاً من جانب الحركات الإسلامية الجديدة ومن النساء المحجبات أنفسهم لسبب بسيط , وهو أنة ليس هناك احد يحب أن يفسر سلوكة أو أراؤة تفسيراً إجتماعياً أو سياسياً , إذ قد يفهم من هذا أنة لم يصل إلي هذا الرأي أو ذلك نتيجة تفكيره المستقل وإختياره الحر ,

مع أنة ليس هناك أي تعارض في الحقيقة بين أن يكون للظاهرة تفسيرها الإجتماعي وتكون في نفس الوقت نتيجة إختيار حر وتفكير مستقل , كما ان القول بأن لظاهرة ما أسبابها الإجتماعية لا علاقة له بالحكم بصوابها أو خطئها . علي أي حال أصرت هذة الجماعات والنساء المحجبات علي أن السبب الوحيد في إنتشار الحجاب هو إعتقادهم المخلص بتعاليم الدين وأنها تفرض علي النساء إخفاء كل مظاهر الزينة , إلا علي أزواجهن , وأن يتجنبوا كل إحتمال لإثارة شهوة الرجل , بأي صورة من الصور


استمر الحال علي هذا فترة , حتي لفت البعض النظر إلي أن الكشف عن الوجه واليدين يمكن أن يكون بدوره مصدراً لإثارة شهوة الرجل ,مثل أي جزء أخر من جسم المرأة , ومن ثم فإنة إذا أراد المجتمع حقيقة أن يتجنب تجنباً تاماً أية شبهه للرذيلة فإن علي المرأة أن ترتدي النقاب , وهو يغطي وجهها بأكمله وكل جزء من جسمها , ولا يترك إلا ثقبين صغيرين أمام العينين تطل منهما المرأة علي العالم , وأن تمتنع إمتناعاً تاما عن مصافحة الغرباء من الرجال , أو أن تغطي يديها بقفاز , وبحث هؤلاء عن سند لهم في الدين فوجدوا في اراء بعض الفقهاء ما يؤيد رأيهم , ومن ثم بدأ يظهر في شوارع القاهرة وفي وسائل المواصلات وفي الجامعات عدد غير قليل من النساء الاتي يرتدين النقاب وحجبن أنفسهم تماماً عن العالم .

وقد أثار النقاب عند ظهوره كثيراً من الإنتقادات والإعتراضات , فقد رفض أحد العمداء بإحدي الكليات أن تدخل إحدي الطالبات المنقبات الإمتحان , دون أن تسمح لأحد بالتحقق من شخصيتها , وأصدرت إدارة الجامعه قراراً بمنع دخول المنقبات إلي الجامعه استناداً إلي إعتبارات الأمن , وقال بعض رجال الدين أن التفسير الصحيح للدين يسمح للنساء بأن تكشف عن الوجه واليدين , وأن ثلاثة من المذاهب الفقهية الأربعة قالت بذلك , وروي البعض واقعه مؤداها أن طفلا صغيراً أخذتة أمة إلي طبيبة منقبة ,فما أن راها ملثمة الوجه حتي صرخ الطفل فزعاً ولم ينقطع بكاؤة حتي كشفت له الطبيبة وجهها , بل لقد ذهب البعض إلي حد القول أن المرأة المنقبة إنما تطرح موضوع الجنس عندما لم يكن مطوحاً من قبل , وأن هناك شبهاً بين تصرفاتها وتصرف المرأة المتبرجة من حيث أن كليهما يفتحان موضوع الجنس عندما لا يكون هناك مبرراً لذلك فالمرأة المنقبة إذ تمتنع عن مد يدها مثلاً لرجل غريب مد يده لمصافحتها , دون أن يكون موضوع الجنس قد دار علي الإطلاق بخلده , تثير في الواقع هذا الموضوع حيث لم يكن وارداً اصلا

فضلا عن أن سيرها بالنقاب في الحياه العامة هو بمثابة إتهام علني ومستمر لكل من عداها من النساء الاتي لا يرتدينة بأنهن ناقصات الدين والفضيلة , وهو إتهام ظالم في 99 % من الحالات , فضلاً عما يتضمنة من تحويل قضية غاية في الخصوصية هي قضية الشرف والعقيدة إلي قضية خارجية وسلوك يتعلق بما يرتديه الشخص في الشوارع

ولكن كل هذه الإعتراضات لم تنجح في وضع حد للنقاب ومنع إنتشاره , فقد ردت المنقبات بأن منعهن من ارتداء النقاب هو بمثابة تدخل في الحرية الشخصية, وأن الإحتجاج بإعتبارات الأمن والإمتحانات يسهل الرد عليه إذ من الممكن تعيين إمراة منقبة تتولي هي التحقق من شخصية سائر المنقبات .. إلخ . كذلك ردت النساء المنقبات والرجال المؤيدون للنقاب , علي حادثة الطفل الصغير الذي صرغ فزعاً عند رؤيته إمرأة منقبة , بالقول بأن كل شيء في أوله صعب , والمرأة المنقبة تحاول إرساء قواعد جديدة للسلوك , ولو كانت النساء جميعاً مثلها منقبات , لأعتاد الجميع ذلك , بما في ذلك الأطفال , ولأصبح منظر النقاب مألوفاً للجميع لا يثير الذعر أو الفزع , ولأصبح الإمتناع عن التسليم باليد بين النساء والرجال أمراً عادياً لا يثير موضوع الجنس أو غيره , أما الإحتجاج ببعض التفسيرات للتصوص الدينية التي تسمح لالكشف عن الوجه واليدين , فقد ردوا عليه بتفسيرات أخري تمنعه وأعتبروها أكثر تمسكاً بالفضيلة وأشد ردعاً لإحتمال الفتنة .

كانت نتيجة إنتصار المنقبات في هذه المعركة الأولي أن أنتشر إرتداء النقاب إنتشاراً واسعاً , حتي أصبحت المنقبات , مع بداية القرن الحادي والعشرين يمثلن أغلبية النساء . وما أن انتهت عشر سنوات أخري حتي أصبحت المحجبات غير المنقبات قلة ضئيلة جداً من النساء وأصبح ينظر إليهن علي أنهن من النساء الفاجرات الاتي لا يختلف الحكم عليهن عن الحكم الذي كنا نصدره قبل ذلك بنصف قرن , 1960, علي المرأة التي تسير في شوارع المدينة كاشفة عن ساقيها وصدرها وهي تدخن سيجارة وتضحك ضحكات مستهترة مع الرجال.

وقد أصاب هذا بقية النساء بالفزع , فلجأت واحدة بعد أخري منهن إلي التنقب .وهكذا عندما أتي مراسل أجنبي لصحيفة أوروبية لويارة مصر في سنة 2010 , كتب أنةطوال شهر كامل قضاه لم ير وجه أو يدي إمرأة واحدة



حاول بعض الرجال محاولة يائسة للعودة بالأمور إلي ما كانت عليه منذ نصف قرن , إذ كتب بعض الكتاب الذين تجاوز عمرهم السبعين عاماً , وكانوا مازالوا يتذكرون أمهاتهم بل وأخواتهم حينما كن يكشفن ليس فقط عن الوجه واليدين بل عن الرأس كله , وكن مع ذلك مثالاً للفضيلة وحسن السلوك ولم يبدر منهن أي مسلك مشين , بل لم يكن يدور بأذهانهن أي خاطر قذر , وكن يتمتعن بالإحترام الكامل من رجالهن ومن الغرباء علي السواء ,

كتبوا يحذرون من الأثار المدمرة التي يمكن أن تترتب علي إنتشار النقاب , فالأطباء منهم ذكروا خطر حرمان الجسم من التعرض للشمس والهواء وكتب غيرهم يذكرون بأن الوجه الإنساني ليس مجرد مظهر للجنس , بل هو واجهة الشخصية الإنسانية بأكملها , وأن العينين ليس في الأساس مصدر لإثارة الشهوة الجنسية , وإنما هما نافذة الشخص علي العالم والوسيلة الأساسية للإتصال بين البشر والطفل الصغير الذي صرخ مفزوعاً عندما وجد نفسه أمام طبيبة منقبة لم يكن يعبر إلا عن رغبة طبيعية تماماً في الإتصال الإنساني المباشر , وكان يصر علي أن يري عيني الشخص تاذي يقوم بلمسة والفم الذي يصدر عنه الصوت لكي يطمئن عما إذا كان في يدي عدو أو صديق , كذلك قالوا ان رؤية وجه الشخص الذي أمامك لا تؤدي فقط إلي التمييز بين الرجل والمرأة بل وايضا بين الشاب والكهل والعجوز وبين الذكي والغبي , خفيف الظل وثقيله , وملامح الشخص الذي تحدثة هي التي تبين لك ماإذا كان يستسيغ ما تقول أو لا يستسيغه , بفهم عنك أو لا يفهم ,فأنت أمام المنقبة كما لو كنت أمام الرجل الخفي الذي يراك ولا تراه , يراقبك وتستحيل عليك مراقبته , يصدر الأحكام عليك ولا تستطيع أن تصدر أي حكم عليه

علي أن كل هذه الإحتجاجات ذهبت سدي , فكثير من الرجال والنساء الذين كانوا يعارضون النقاب في دخيلة أنفسهم , أحجموا عن الخوض في الموضوع , إذ أن الموضوع كاد يصبح أمراً محسوماً لا يقبل النقاش ,

وكانت نسبة الرجال النساء الذين مازالوا يتذكرون التعريف القديم للمرأة الفاضلة قد أصبحت نسبة ضئيلة للغاية , وهو ذلك التعريف الذي يقوم علي ما يدور بذهن المرأة وليس علي طول ثوبها. وكانت نسبة الشباب والشابات الذين شبوا في ظل النقاب ولم يروا زياً اخر للمرأة , قد أصبحت هي النسبة الساحقة

فاثر هؤلاء المعارضون الصمت , خاصة وأنهم خشوا وقد أقتربوا من نهاية عمرهم , أن يتهموا بإتهامات هم في غني عنها تتعلق بالشرف والحياء والتمسك بالدين , وتعللوا بالأمل في أن يكون إنتشار النقاب مجرد موضة من الموضات التيسرعان ما تزول ويعود الأمر إلي سابق عهده وتعودا المرأة المصرية من جديد إلي النظر إلي نفسها علي أنها إنسان في المقام الاول وإمراة في المقام الثاني .

علي أنة سرعان ما تبين أن التعلل بهذا الأمل كان وهماً كبيراًففي حوالي سنة 2025 ثار فجأة نقاش حاد حول السن المثلي التي يجب أن يبدأ عندا تنقب المرأة فبينما تمسك البعض بسن الخامسة عشرة طالب البعض بالبدء في سن مبكرة علي اساس ان النمو الجنسي يبدأ في اعمار متفاوتة وان الرغبة الجنسية قد تصادف مصدراً لأثارتها في أعمال مختلفة , وأن من الحكمة علي اية حال الإحتياط في الامر , وتعويد الصغار علي الفضيلة منذ نعومة أظافرهم , وأنة ليس هناك اي ضرر , بل هناك نفع محقق في تجنب أية شبهة إغراء أو مقاومة أو ردة ومن ثم فالأفضل البدء في سن السادسة أو السابعة .

أقترنت هذه الدعوة بدعوة أخري إزدادت قوة مع الزمن تلفت النظر أنة إذا كان من المتفق عليه أن وجه المرأة يثير شهوة الرجل وإلي هذا الحد من الخطورة فكذلك وجه الرجل وجسمة وانة اذا كان صحيحاً ان الرجل اسرع استجابة لغرائزة من المرأة ,فإن هذا لا يمنع من أن هناك خوفاً من أن يثير منظر الرجل غرائز المرأة أيضاً بدرجة أو بأخري , ومن ثم فلابد من العثور علي حل مع الرجال أيضاً فنحجبهم أو ننقبهم ,أو علي الاقل ان نعزلهم تماماً عن مجتمعات النساء , صادفت هاتان الدعوتان نجاحاً كبيراً وانتشرتا بسرعة أكبر بكثير من سرعة إنتشار نقاب السيدات في مصر في السبعينات من القرن الماضي , فصدر قانون يفرض علي الفتيات الصغيرات ارتداء النقاب متي اتممن سبعة اعوام وزاد بشدة عدد الرجال الذين يرتدون الجلباب الواسع الذي يصل إلي اخمص القدمين , ويغطون رؤوسهم والجزء الاسفل من وجوههم حتي لا يري منهم غير العينين والانف والاذنين .

كان هذا هو الوضع حوالي سنة 2030 ومن ثم اصبح منظر المدينة لأي زائر غريب منظراً يثير الدهشة الشديدة , فقد تحول المجتمع المصري في الواقع إلي مجتمع من الأشباح التي تملأ الطرقات ووسائل المواصلات والنوادي والجامعات , يتحركون في تؤدة وتثاقل , أياً كان الجنس الذي ينتسبون إلية , فقد أصبح من المتعذر علي الزائر الأجنبي , بل وعل معظم المصريين تمييز جنس شخص عن الأخر بمجرد النظر.

وكتب بعض المعلقين المهتمين بشئون الثقافة المصرية أنة تم منع البرامج والتمثيليات التلفزيونية والمسرحية والأفلام السينمائية التي تتعرض لموضوعات تمس من قريب أو بعيد علاقة المرأة بالرجل حتي ولو كانا زوجين . إذ إن كلا من المرأة والرجل في هذه التمثيليات والبرامج , حتي وإن كانا زوجين , لا تربطهما علاقة الزوجية بالمشاهد أو المتفرج , ومن ثم فإن شبهة إشتهاء أحدهما من رجل غريب أو امرأة غريبة عنهما لابد قائمة.

زكذلك منع طبع وتداول القصص والروايات وكتب التاريخ إذا كانت موضوعاتها تتطرق إلي أمور غير السياسة والحرب ووصف الطبيعة وعلاقة الأب والأم باولادهما فكل قصة أو رواية وكل كتاب تاريخ يتطرق إلي الحديث عنعلاقة جنسية من أي نوع كانت , هي مصدر محتمل لإثارة الشهوة يتعين تجنيب المجتمع خطره

استمر الوضع علي هذا النحو بضع سنوات أخري , ولكن منذ سنة واحدة فقط أي في سنة 2036 ظهر بعض الكتاب الذين لاحظوا بحق أن خطراً جديداً لم يكن موجوداً من قبل قد بدأ ينتشر ويهدد الإنتصارات التي حققها المجتمع في القضاء علي الرغبة الجنسية تهديداً خطيراً , لم يكن مصدر هذا الخطر إلا الصوت الإنساني . ذلك أن كل هذه الملابس والأغطية التي ألقيت علي أجسام الجميع , نساء ورجالاً وأطفالاً , لم تضع حداً نهائياً للإتصال بين الرجال والنساء عن طريق الحديث . فقد تبين في الواقع انة ما لم تنقسم الدولة إلي دولتين مستقلتين , إحداهما للرجال والأخري للنساء , لا يمكن أن تؤدي الأعمال ويستمر التعليم ويذهب الموظفون والموظفات إلي أعمالهم إلا إذا نشأ بدرجة أو اخري يعض الحديث المتبادل بين بعض الجال وبعض النساء , كأن تلفت سيدة مثلاً نظر أحد الرجال في الاتوبيس او التاكسي الي انة قد وضع قدمه علي طرف ثوبها او كأن تطلب فتاه منقبة في الثانية عشرة من عمرها من استاذ في المدرسة عن طريق ميكروفون يصل بين حجرة الفتيات وحجرة المدرس ان يعيد عليها شرح امر لم تفهمه .. وهكذا.

ولاحظ بعض المصلحين الاجتماعيين انه مع انعدام النظر كوسيلة من وسائل الإتصال الإنساني , لابد ان يكتسب الصوت اهمية اكبر كما يحدث لدي العميان الذين تزداد حساسيتهم للصوت قوة نتيجة فقدهم للبصر, ومن ثم يصبح سماع الرجا لصوت المرأة أو سماع المرأة لصوت الرجل أشد خطراً في احتمال إثارة الرغبة الجنسية من ذي قبل وأشد إثارة للخيال مما كان.

أصيب هؤلاء المصلحون بحيرة فائقة , إذ وجدوا انهم ما ان يغلقوا باباً من لبواب الشهوة حتي ينفتح امامهم باب جديد , ومن ثم وجدوا أنفسهم أمام أحد حلين لا ثالث لهما : إما ان يقضوا علي أحد الجنسين قضاءً تاماً , أو ان يحاولوا البحث عن طريقة لمحو الغريزة الجنسية من الوجود. واكتشفوا أخيراً ان كل المحاولات السابقة لتحجيب المرأة او تنقيبها او لتحجيب الرجل وتنقيبة لم تكن في الحقيقة علاجأ ناجحاً للمشكلة علي الإطلاق ,إذ ان مصدر المشكلة الحقيقي هو تلك الغريزة الشتيعه التي ولد بها الإنسان ابتداء, وأنه ما لم ينجح الإنسان في استئصالها فستظل مصدر قلق دائم لا علاج له.



علي الهامش :
فيديو لحجاب ونقاب الاطفال