Tuesday, June 22, 2010

فينوس وإطلاله علي ثقافة الجسد

-->
روكيبي فينوس , فينوس أمام مراتها , فينوس وكيوبيد كلها مسميات لواحدة من اشهر اللوحات العارية في العالم التي تحتفي بالجسد والجمال للفنان الاسباني دييجو فيلاسكس والتي قررت ان اعرضها لكم من خلال ترجمتي لفيلم خاص عنها أنتجته قناة البي بي سي بعنوان :


يتناول الفيلم الكثير والكثير عن الالغاز المتعلقه باللوحة

من هي الموديل المرسومة ؟

هي هي عشيقة الفنان ؟ أم عاهرة تم إستأجارها ؟

لماذا يبدو وجهها مطموساًً في مراه كيوبيد ؟

تأثيرها علي الكثير من فناني عصر النهضة

بالتأكيد هناك شيئاً ما يميز هذه اللوحة عن سائر اللوحات العارية التي إزدهرت في عصر النهضة
نعم , إنها مثالية , فلا يوجد فيها مبالغات

-->
The-Three-Graces-1639
Peter Paul रूबेंस

مثل هذه
-->
Venus at a Mirror - Peter Paul रूबेंस

أو هذه
تقول الباحثة روان بيلينج أن هذه اللوحة لديها شيئاً مختلفاً لتقدمه

-->
--> -->
إنه ذلك الإنفجار الأنثوي الجسدي
إنها تدعوك لمسح هذا الجسم وتخيل صدرها ومقدمة جسدها
هذا هو المغزي الكامل من رؤية الظهر ستريدها أن تستدير لتستطيع رؤية مقدمتها

قد لا يعرف الكثيرون أن بداية الفنون الحسية في أوروبا لم تكن تحظي بالقبول العام من السلطة , كان يقوم بإقتناؤها الطبقة الأرستوقراطية للإحتفاظ بها في غرف نومهم بعيداً عن الأعين لتساعدهم علي ممارسة الجنس , كان الفنان الذي يجرؤ علي هذا الفعل قد يواجه الغرامة والمنفي الإجباري من قبل محاكم التفتيش بدون أي تحذير , المضحك في الأمر هو كم المبالغات التي تتم لوصم من يمارس هذه النوعية من الفنون وأشدها النظر لذلك علي أنه يمكن أن يكون خطراً علي صحتك فعلياً وليس مجازاً

لوحة روكيبي فينوس في شكل معاصر في عالم الميديا ووسائل الإعلان

عندما أراد الرسام فيلاسكس رسم هذه اللوحة كان يعرف أنه سيواجه الكثير من المشاكل في مجتمعه الاسباني المحافظ , ولذا لم يجد حلاً سوي الذهاب إلي إيطالياً
ترك فيلاسكس زوجته وحاشية الملك التي يعمل لديه كما يخبرنا الفيلم متعللاً بشراء بعض القطع الفنية ولكن لماذا ذهب فيلاسكس إلي روما بالتحديد وليس اي مدينة أخري ؟

Antonio Canova - Jacques_1825
-->
كان ذلك بسبب تلك الطاقة الجنسية
-->
نعم إنها تلك الطاقة الجنسية التي كان يملكها العالم الوثني الكلاسيكي
والتي مثلت لي لغزاً حتي وقت قريب ,
لماذا يحتفي الوثنيون بالجسد , وبالأخص الوثنية اليونانية ؟
لماذا يرتبط الجسد لديهم بالقداسة وليس بالدنس أو الخطيئة ؟

-->
Venere di Cirene

-->
لماذا تمتليء منحوتاتهم ولوحاتهم بهذا الكم من الحسية الغير موجودة في اي ثقافة اخري والغريب انها تجبرك علي احترامها والخشوع امامها
حتي الثقافة المسيحية الكاثوليكية التي اعطت لنا الكثير من الاعمال الفنية التي تمجد الجسد كانت بتأثير الثقافة الوثنية ولأنها ( الثقافة المسيحية في فن النحت والتصوير ) لم تكن نابعة من ذاتها فيما يتعلق بالجسد تحديداً , فقد تعرض البعض من فنونها الحسية لعمليات طمس وتشويه وخصوصاً في الشرق
قدم لي الجواب وهو بسيط وعميق للغاية علي هذا السؤال الذي ارقني طويلاً الباحث نيل سبيفجي في برنامجه الوثائقي كيف صاغ الفن العالم :
-->Laocoon and His sons
يقول الباحث : كان الاغريق يعرضون أجسامهم بدون تردد أو خزي لسبب خاص فقد امنوا بأن ألهتهم تأخذ شكلاً إنسانياً وبطبيعة الحال يجب ان تبدو أجسام هذه الألهه في صورة جميلة

-->
Antonio Canova - Apollo che si incorona
-->

-->
ولذا فكلما ابرزت جمال جسدك كإنسان أكثر
كلما ادركت صورة الإله أكثر , نعم كلما اقتربت منه أكثر



شاهد هذا الفيديو
تخبرنا الباحثة صوفية السحيري في دراستها الأنثروبولوجية القيمة عن الجسد في كتابها الجسد والمجتمع سبباً وجيهاً لتلك النظرة المعادية للجسد وخصوصاً جسد المرأة

تقول الكاتبة أن اليهودية والمسيحية في الحديث عن اصل الخلق صورت المرأة كحاملة أبدية لذنب أمها حواء والتي بسببها سقط ادم من مرتبتة بعد ان اوعز لهم الشيطان أكل ثمرة الشجرة التي نهاها عنها الله , فاحتفظت الذاكرة بذلك التلازم بين المرأة وابليس الذي أنذر بالإيقاع بأبناء ادم حتي يحرمهم من الخلد ولذلك اعتبرت بعض الديانات ان أسس التدين والتقرب إلي الله هي الزهد في هذا الجسد وما يثيره من شهوات مدنسة والإبتعاد عن الإهتمام بمفاتنه التي تحضر الشيطان *

-->
جانب من الدمار الذي تعرضت له اللوحة سنة 1914 من إحدي أعضاء الجمعيات النسائية
( ماري ريتشاردستون )التي كانت تطالب بحقها في التصويت , وقد أرادت بهذا التخريب أن تلفت أنظار الحكومة لمطالبهم

-->

-->
إن البساطة التي قدم بها فيلاسكس المرأة العارية لأول مرة بدون حلي أو زخارف أو مبالغات بالإضافة إلي زاوية تصويرها الجديدة في ذلك الوقت كانت الشرارة الاولي لكثير من الفنانين جائوا بعده كمانيه ووبودري وإنجريز وغيرهما الكثير لتقديم الموديل بزوايا مشابهة


-->
Jules Joseph Lefebvre - Odalisqu




-->
Paul-Jacques-Aimé Baudry - The Wave and the Pearl,


-->

Jean Auguste Dominique Ingres - La Grande Odalisque, 1814



-->
To the pure, all things are pure, but to the impure, nothing is pure.
Titus 1:15






-->رابط تحميل الفيلم من هنا

ترجمة الفيلم من هنا