Saturday, September 29, 2007

كيف تستحوذ على عطر إمرأة


الرواية

رواية السحر والفتنة والعطور التى تملىء المكان حولك إينما ذهبت , رواية تاخذك الى عالم من السحر والجمال بعيدا عن افلام هولييود السخيفة المليئة بالإبهار التكنولوجى الخالية من اى مضمون جاد
تدور أحداث هذة الرواية المذهلة فى القرن الثامن عشر فى فرنسا فى أسوا عصورها تخلفا وقذارة
(فالشوارع كانت تنضح برائحة الغائط وباحات المنازل برائحة البول والمبانى المفعمة برائحة الخشب المتفسخ وروث الجرذان والمطابخ المليئة برائحة الملفوف المتعفن وشحم الخراف . اما الغرف غير المهواة فقد كانت تنضح برائحة الغبار الرطب وغرف النوم برائحة الشراشف المدهنة واللحف الرطبة المحشوة بالريش
ومن المدابغ رائحة قلويات الغسيل الواخزة ومن المسالخ رائحة الدماء المتفسخة اما البشر فكانوا ينضحون برائحة العرق وان تقدم العمر بهم قليلا فقد كان لأجسامهم رائحة الجبنة العتيقة والحليب الحامض والامراض الورمية . بحسب وصف المؤلف
بناء الرواية بشكل عام معتمد على هذا الاسلوب فى السرد , وصف الاشياء من خلال أنف رجل حساس
فى بداية اول خمس صفحات شدنى هذا الاسلوب العجيب لقرائتها واعتقدت انها مجرد فقط وصف اولى للاحداث وستسير الامور بطبيعية . ولكن بعد توغلى فى هذا الجو الساحر ايقنت ان هذا الكاتب حتما يعمل فى محل للعطور أو جاء من عالم اخر غير الذى نحياة جميعا
فهو يصف جميع انواع العطور التى تخطر ولا تخطر لك على بال فهو يصف لك روائح الكافور والبنفسج والنرجس , زهرالخزامى , قشور الكاسكاريلا , جذور الناردين والمسك الرومى المعتق وكذلك عرق المؤخرات وطيات الركب وجلود واسنان المشنوقين
ولد فى هذا الجو (جان باتيست جرنوى ) لإمراة صغيرة تحت طاولة لتنضيف السمك فى احد الاسواق وتم اعدام امة تحت المقصلة بتهمة التخلص من اولادها بعد اعترافها باربع حالات اخرى مثلة تم التخلص منها .ويطوف الإبن على عدد من المرضعات اللاتى يرفضن إرضاعة بسبب جشعة فى الرضاعة ثم يتم إيداعة فى ملجأ للأيتام
ويبدأ المؤلف فى وصف الطفل قائلا بحسب تعبيرة
من ولد مثلة وسط القمامة وعاش , لن يسمح للموت ان يداهمة بسهولة, كلن قادرا على الإكتفاء بحساء الماء اياما طويلة او بأفقر انواع الحليب كما استطاع تحمل الخضار الفاسدة واللحم المتفسخ
وفى جزء اخر يصفة قائلا : كان شديد المقاومة كالبكتريا المنيعة وقنوعا كقرادة ضئيلة تقبع مستكينة على الشجرة
( لم يقدم للعالم من ذاتة سوى غائطة , لا بسمة ولا صرخة ولا إلتماعة عين , ولا حتى رائحتة )
وتبدأ موهبة غرنوى فى الظهور من خلال أنفة الحساس الذى يستطيع إختزال اشد انواع الروائح صعوبة داخل جسدة فهو لا يشم الخشب فقط وإنما أنواع الخشب كالبلوط والصنوبر والدردار والخشب العتيق والطازج والهش والمتعفن بل حتى كسرات وفتات الخشب . والادهى من ذلك هو امتلاكة القدرة على على مزج الروائح فى خيالة مما ادى إلى ابتكارة انواعا من الروائح غير موجودة فى العالم الحقيقى
ثم تكتشف صاحبة الملجأ موهبتة , وشمة لرائحة الدود فى القرنبيط قبل ان تفلقها السكين , شمة لرائحة الضيوف قبل وصولهم ورائحة العواصف قبل وقوعها . ثم تتخلص منة معتقدة انة يقرأ المستقبل بإرسالة إلى دباغ يعمل حسب وصف المؤلف بسلخ جلود الحيوانات المتفسخة ومزج سوائل التبغ والتلوين السامة وتشريب قشور الجلد العطن بالقلويات ليعمل كعامل سخرة باجر زهيد
وتتوالى الاحداث ويذهب غرنوى إلى العطار ( بالدينى) اشهر عطار فى باريس الذى يعانى من أفول تجارتة وينجح غرنوى بأبتكار انواع جديدة من العطور تجعل بالدينى يستعيد شهرتة مرة أخرى بسبب هذا الطفل المعجزة , إلا انة لا يلبث ان يتركة الى الجنوب بحثا عن طرق جديدة ليدعم بها موهبتة
يعيش غرنوى بمفردة بعدة ذلك على احد الجبال مقاطعا العالم محاولا إستكشاف ذاتة . ثم يقرر العودة إلى المدينة مرة أخرى بعد سبع سنين من العزلة
تبدا مشاكل غرنوى مع ذاتة فشىء مثل الاخلاق – السعادة – الضمير – الرب لا يستطيع ان يجردها من مفرداتها ليتذوقها او يحس بها . حتى نفسة انة لا يقرأ رائحتة ولا يستطيع ان يختذل رائحة البشر داخل
جسده
تبدأ ذروة الاحداث بعد ذلك عندما يجد الناس جثة فتاة عارية فى الخامسة عشر من عمرها منزوعة الشعر والثياب وتتوالى الاحداث مع المزيد من جثث الفتيات العذراوات فقط وخصوصا فى السن الذى تبدأ فية الفتاة بالتحول إلى إمراة ودائما من النوع الفائق الجمال دون الإعتداء عليهم جنسيا
انظر الى وصف المؤلف لأول فتاة يقتلها غرنوى
كان شمة ممتعا للغاية , فعرقها وجدة منعشا كريح البحر , ودهن شعرها كزيت الجوز , وفرجها كباقة من زنابق الماء وجلدها كزهر المشمش
وبتتابع الاحداث نتعرف على ريتشى الارمل وابنتة الوحيدة لورا الذى يريد الهرب بها من المدينة خوفا على حياتها وتزويجها فورا لتتخلص من صفة العذراء ليبعد نظر المجرم صائد العذراوات عنها وخصوصا مع جمالها الباهر الذى يصل الى الخارج
نعود الى غرنوى الذى جمع 24 قارورة عطر والتى استخلصها من أجساد الفتيات الاربع وعشرين الاتى تخلص منهم بعد تقطيرهم ومزج اجسامهم بمختلف انواع الزيوت والدهون بطريقة مرعبة مثلما كان يفعل فى محل العطور وتبقى الاخيرة ليكمل مجموعتة ليحوذ الجمال الابدى وهى طبعا لورا أجمل انثى فى المدينة
وينجح غرنوى فى الوصول إليها ويتخلص منها فى هدوء ويحوز غرنوى خمسة وعشرين زجاجة عطر لاجمل عذراوات المدينة
ويتم القبض علية بعد ذلك والحكم علية بالإعدام بسرعة تجنبا لسخط اهالى الضحايا الذين لم يستطيعوا التصديق بحسب وصف المؤلف ( ان هذا السافل الضئيل المحنى الكتفين , هذا الخرع , هذة الكومة الحقيرة ) يمكن ان يقتل
تظهر المعجزة لحظة تنفيذ الحكم عندما يتم انزالة من العربة امام العشرة الاف رجل وإمراة الثائرين
تمتلىء نفوس الجميع بأن هذا الرجل الضئيل لا يمكن ان يكون قاتلا , لقد شعروا بالحب امام هذا الملاك الذى اطلق عنان الرغبات الدفينة لكل شخص منهم فها هى احدى النساء تبدأ فى الغناء ليغشى عليها
والاسقف الذى يحس بنشوة دينية ويركع لغرنوى الذى بدا للراهبات كتجسيد للمخلص ولعبدة الشيطان كسيدهم وللصبايا الجميلات كأمير خرافى . وتنقلب الساحة لحفلة ماجنة فيتجرد الجميع من ثيابهم ويمارس العجوز الجنس مع العذراء والعامل الاجير مع زوجة المحامى والصبى مع مع الراهبة ويترك الجميع غرنوى بمن فيهم الجلاد وهيئة المحلفين بعد ان سحرهم هذا الشاب بعد ان سكب قطرة من العطر الذى بحذوتة على جسمة قبل تنفيذ الحكم علية , واصبح بريئا فى نظر الجميع ويتم الافراج عنة
تنتهى الرواية بمقتل غرنوى على يد مجموعة من المرتزقة بعد ان وضع بعض قطرات من العطر الذى كونة من اجساد الفتيات على جسدة . لقد اشعل هذا العطر قوة امتصاص جعلتهم ينكبون علية كل منهم يريد اخذ قطعة من جسدة الضئيل وسرعان ما تمزقت ثيابة وجسدة ليصبح وليمة لهم وتنتهى هذة الرواية العجيبة بهذة النهاية التى ربما تكون غريبة للبعض ولكن ليس بأعجب من الفكرة التى ابتدعها هذا الكاتب الالمانى
( باتريك زوسكيند )
تعد رواية العطر هى اشهر اعمال هذا الكاتب وقد بيع منها خمسة عشر مليون نسخة وترجمت إلى 46 لغة مختلفة



الفيلم
الفيلم اقل بشاعة من الرواية , من الناحية البصرية رائع والموسيقى تجعلك تغوص فى أجواء الفيلم بإسلوب شاعرى , العرى فى الفيلم تم تنفيذة بطريقة غير مقززة
ومن المفارقات الغريبة تعليق المخرج العالمى (ستانلى كوبريك) على الرواية بوصفها غير صالحة للتحويل إلى فيلم سينمائى ولكن المخرج توم تايكوير ينجح رغم انف الجميع فى تحويلها إلى هذة التحفة التى رأيتها
من المخرجين الذين خلبتهم هذة الرواية ايضا المخرج العالمى ريدلى سكوت والذى اخرج فيلم المصارع
Sleppy Hollow و Batman وكذلك تيم بيرتون مخرج افلام
الذى تم ترشيحة لإخراج الفيلم مع مارتين سكورزى مخرج
gangs of new york و the aviator
الفيلم بهذا المستوى الذى رأيتة يعتبر مرضى جدا وتبقى نقطة الضعف الوحيدة فى الفيلم عدم مراعاة طريقة السرد المليئة بالوصف الدقيق للروائح كما فى الرواية
دائما استوقفتنى هذة الملاحظة , معظم الافلام التى تقدم قيمة فنية عالية او تقدم لك الحياة من منظور جديد او تجعلك تفكر معظمها ليس امريكيا خالصا فبيرجمان سويدى الجنسية وباتريك زوسكيند مؤلف هذا الفيلم ألمانى وفللينى وفرانسيس فورد كوبولا ايطاليان وغيرهم الذين قدموا افلاما وفنا لن ينساها عشاق السينما ابدا









9 comments:

  1. انت بتحط صور سكس في مدونتك يا كابتن؟

    ReplyDelete
  2. أيون صح يا كابتن
    انت حاطط صور سكس ف مدونتك

    هيهيهيهيهي

    كيف تستحوذ علي عطر امرأه؟؟

    الاجابه : كدهه

    ReplyDelete
  3. استغفر اللة العظيم
    :)

    ReplyDelete
  4. الاخ ده بتاع المدونة دي مكبوت نفسيا وعاطفيا بيحط صور سكس في المدونة بتاعته احه احححححححححححححححححححححه يعني انت بتضرب عشرات يل كابتن

    ReplyDelete
  5. أبو شخه المجهول
    اللي بيضرب عشرة أحسن من اللي بيحط خيارة في طيزة و يهيج عليها ، يا أبو خيارة

    ReplyDelete
  6. شكرا على هرطقاتك السينمائية اللى اتمنى انك تكتر منها
    العطر من اكتر عشر افلام خيبت امالى العام اللى فات
    واعتقد ان راى كوبريك فى ان الرواية ديه صعب تتحول لفيلم كان راى صائب جدا
    توم تيكر برغم ابداعه فى
    run lola run
    الا انه فشل هنا وعمق الرواية تاه منه فى الاجواء البوليسية اللى صبغ الفيلم بيها
    شكرا ليك مرة تانية وفى انتظار جديدك

    ReplyDelete
  7. لقد رأيت الفيلم و لكنى لم اقرأ الرواية بعد
    و لكن مقالك هذا سيجعلنى أحاول قرأتها كى أكتشف مدى الإختلاف
    ملحوظة: لقد أعجبنى الفيلم جدا و لا يهمنى أنه كله روائح لأن المخرج نجح فى توصيل الرائحة لى. بالتأكيد الروائح التى أعرفها هى التى وصلت لى أما الروائح المجهولة لى فلم أتبينها بسبب جهلى لها و ليس قصور منه.
    بالمناسبة العطر أفضل من أجرى يا لولا. لأن أجرى يا لولا مجرد سيناريو و مونتاج أما العطر فهو مكتمل العناصر.
    تحياتى

    ReplyDelete
  8. عادى جداً عدم الإتفاق على الفن بس الغريب الأسلوب المستفذ فى الهجوم وده بيعكس عدم ثقافة وتخلف وطبعاً عدم فهم فيلم ورواية من أعظم ما يكون دى طبعاً كارثة تانية

    موكا

    ReplyDelete
  9. الفيلم رائع وانا سعيدة انك عرضته عجبنى فيه مشاهد كتيرة خصوصا المشهد اللى والبنت الاخيرة اللى قتلها وهى بتجرى على الحصان كانت بتبص وراها اكنها بتبص عليه قد اية مشهد رائع
    احييك
    جان

    ReplyDelete