Tuesday, September 18, 2007

الهرطوق الاول


أنا غاليليو غاليللي من مدينة فلورنسا, أبلغ من العمر 70 عاما و الماثل أمامكم راكعا أيها السادة الموقرين والمحققين ضد كل قضية هرطقة و فسق في الجمهورية المسيحية... رافعا امام عينيّ و لامسا بيديّ، الأناجيل المقدسة - أقسم أنني كنت دوما، و الآن، و بعون اللـه في كل أوان في المستقبل، أقبل كل ما تثبته، و تبشّر به، و تعلمه الكنيسة الرومانية الرسولية الكاثوليكية المقدسة.
و حيث أنه تبعا للوصية التي منها عليّ قضائيا، هذا المجلس المقدس، و التي تقوم على وجوب أن أترك نهائيا، الضلالة القائلة بأن الشمس هي مركز العالم و لا تتحرك، و أن الارض ليست هي مركز العالم و هي تتحرك، و أنني لن أثبت، او ادافع عن، او أعلّم بأي شكل من الاشكال، كتابة او لفظا، التعليم المذكور، و أنه تم تنبيهي بأن هذا التعليم هو مناقض للكتب المقدسة -- أنا كنت قد كتبت و طبعت كتابا شرحت فيه هذا التعليم المشجوب، و استدللت بحجج مقنعة لصالحه، بدون أن أقدم أي حلول اخرى، و لهذا السبب حكم عليّ المجلس المقدس بالهرطقة الشديدة، اذ أنني أثبتّ و اعتقدت بأن الشمس هي مركز العالم و غير متحركة، و أن الارض ليست المركز و تتحرك.

لهذا، و رغبة مني في ازالة هذه الشكوك القوية من عقول عظمتكم، و كل المسيحيين المؤمنين، الشكوك المفهومة و التي أقدّر سببها، فأنا هنا بقلب مخلص و ايمان صادق أستنكر و أشجب و ألعن كل هذه الضلالات المذكورة و الهرطقات، و بشكل عام كل ضلالة او بدعة مهما كانت، التي تخالف الكنيسة المقدسة، و أقسم أنني في المستقبل لن أقول أو أدعم، لفظيا او خطيا، أي شيء يمكن أن يؤدي الى مثل هذه الشكوك بي، و لكن اذا عرفت عن اي هرطوقي، او اي شخص اشك بأنه مهرطق، سوف أشجبه لهذا المجلس المقدس، او المحققين او الجهة الأمثل للمكان الذي اتواجد فيه حينها. و اضافة الى ذلك، أقسم و أعد بأن أوفي و أنجز كل الكفّارات التي ألزمني بها هذا المجلس المقدس، أو التي سيلزمني بها في المستقبل. و في حالة مخالفتي (لا سمح اللـه) لأي من هذه الوعود و العهود و القَسَم، سأسلم نفسي الى كل الالام و الأجزية التي تطبقها و تعلنها الدساتير و القوانين المقدسة، جملة و تفصيلا، ضد أي جريمة كهذه. لذا أعنّي يا اللـه، و يا أناجيله المقدسة، التي ألمسها بيدي.

أنا، المدعو غاليليو غاليلي، استنكرت و حلفت و وعدت و ألزمت نفسي كما ورد أعلاه. و لشهادة هذه الحقيقة، قمت بكتابة هذه الوثيقة بيدي لتسجيل استنكاري، و قمت بتلاوتها كلمة كلمة في روما، في دير مينرفا، في هذا اليوم الثاني و العشرين من يونيو من عام 1633.

أنا غاليليو غاليلي استنكر كما ورد أعلاه بيدي"

بعد مرور قرابة 360 عام.......عام 1992....الكنيسة الكاثوليكية تعترف بخطئها و تعلن رسميا أن غاليليو كان على حق, و نظرياته بخصوص النظام الشمسي كانت صحيحة



No comments:

Post a Comment