لعشاق
العطور الملكية والنادرة وعالم القصور الفخمة و كل ما يمت لزمن الماضي الجميل أقدم
لهم اليوم قراءة وملخص لكتاب ممتع أسمه A Scented Palace أو
التاريخ السري لعطرجي الملكة ماري انطوانيت لمؤلفته إليزابيث
دو فيدو المدرسة بمدرسة فرساي للعطور
يدخل
بنا الكتاب الي عالم العطور الفرنسية من
خلال قصة العطرجي الخاص بالملكة وهو جان
لوي فارغيون
تبدأ
قصتنا بجان فارغون , عطرجي مغمور , يرحل
إلي باريس سنة 1773 بعد قراءتة لمقال عن مجيء ماري انطوانيت النمساوية الي فرنسا
وزواجها من لويس السادس عشر , يحاول الإنضمام
الي طاقم العمل في القصر عن طريق مدام دو باري عشيقة الملك لويس الخامس , يستغل
جان ولعها الجنوني بالعطور وبالفعل يصبح عطرجي القصر
يحكي لنا الكتاب ايضاً عن فقدان ماري لشعرها بعد
ولادتها فتستعيد بجان حيث انه يقوم ايضا بتصميم مستحضرات التجميل , نعلم ايضا عن تفاصيل طقوس استحمامها , تميزه في
عمله وافكاره الجديدة مثل اختراعة لتقنية جديدة
في التعطير تقوم علي وضع كيس ضخم معطر
بشكل معين في ملابس المرأة لتعطرها طوال اليوم
أما
عطر Parfum de Trianon الذي
قام بتصميمه فله قصة مثيرة
تبدأ القصة بدعوة ماري لجان لوي فارغيون لزيارتها في الصباح في قصر تريانون
, يتم تكليفه بعد ذلك بصنع عطر يلتقط روح
قصر تريانون
عطر
يعبر عن روح المكان أكثر من مجرد التعبير عن
الازهار وحديقة القصر
وبالفعل
يصنع لها جان عطر زهري , حساس , ومخادع , لا يعبر عن الازهار والغابات والهواء
النقي في قصرها فقط ولكنه يعبر عن حياتها
ودورها في قصر تريانون بفرساي كملكة حاكمة
ومتوجة ,
عطر يصور سحر اسلوب
القصر القائم علي طراز الروكوكو الباريسي الفخم
ينتقل
الكتاب بعد ذلك لما يدور داخل اروقة البلاط الملكي بدءاً من خدمة جان وولاؤه للملكة لمدة 14 عاماً حتي عام 1789
وهو عام بداية قيام الثورة الفرنسية حتي
هروبها والامساك بها واعدامها ثم سجنه وتفاصيل محاكمته
اما
قصة الهروب والقبض عليها بعد قيام الثورة
الفرنسية فتحكيه لنا المؤرخة إليزابيث
التي اكتشفت وصفة العطر , تقول اليزابيث ان الملكة قبل الهرب إجتمعت بفارغون طالبة منه إعادة
ملء قنينة العطر الخاص بها وبعد ذلك تستعد للهرب مع زوجها
ترجح المؤلفة اليزابيث ان
القبض علي العائلة الملكية اثناء هروبها كان بسبب العطر
نعم , عطر Parfum de
Trianon
نعم
هو , بسبب عطر الملكة القوي الذي كان يفوح من امتعتها التي كانت تحملها معها والذي
لفت نظر خادم الفندق الذي كانت تنتقل فيه مما جعله يدرك انها ليست في رحلة قصيرة
وان الامر اكبر من ذلك ,
هذه
القصة رغم المبالغة فيها الا انها متداولة بشدة ولا اعرف حقيقة هل هذه القصة
مكتوبة لاضفاء لمسة مثيرة للأحداث أم هي حقيقية فعلاً خصوصاً أن العطور القديمة
بالذات كانت تمتاز بفوحان قوي للغاية بعكس موضة عطور هذه الأيام الخفيفة والتي
بالكاد تستطيع شمها
بعد
مرور قرنين من الزمان تكتشف المؤرخة إليزابيث دي فيدو بالصدفة وصفة العطر في ارشيف المحفوظات التاريخية الفرنسية من بين
خمسمئة ورقة تتكلم عن العطور , بعضها
وصفات لفارغون والبعض الاخر طلبات حصرية للملكة , ومنها وصفات لأذواقها العطرية
المفضلة
ويبدأ
العطرجي Francis Kurkdjian في العمل علي إحياء عطر الملكة مرة أخري بمواد طبيعية مئة في المئة و
بنفس التركيبة ودون اي يغير اي من نوتات العطر المذكورة في الوصفة , فقط أضاف نوتة
بيرجموت في بداية مقدمة العطر ليخفف من حدة الرائحة , أحتاج الأمر منه إلي ثلاثون
محاولة ليحقق تركيبة مقنعة لتماثل بالضبط العطر القديم
النتيجة
عطر مستخلص من السوسن والورد واللافندر
والبنفسج والبيرجموت وزهر البرتقال وخشب السيدار وخشب الصندل ومسك التونكا والعنبر
تم تغيير اسم العطر الي Sillage
de la Reine., والإنتاج محدود جداً , ألف نسخة
في زجاجة عادية سعة 25 مللي بسعر 350 يورو
تم اصدار نسخة أخري في زجاجة كرستالية فخمة بسعر ممممممم
ثمانية الاف يورو ( يعادل ما يقرب من 64 الفاً من الجنيهات المصرية والكمية
محدودة , 10 زجاجات , وتباع في مدينة فرساي فقط
فاز
كتاب إليزابيث بجائزة من دار جيرلان الفرنسية العريقة للعطور ,
للمهتمين
اكثر يمكنهم متابعة حوار مع الكاتبة اليزابيث عن فارغون ودوره في القصر من خلال وثائقي يدعي يوميات فرساي من انتاج
قناة بي بي سي البريطانية وهو متاح للتحميل علي الانترنت
ا/هرطقه
ReplyDeleteفينك من زماااااااااااااااان
انتا رحت فين
كنت يأست من أنى الاقى ليك اى تدوينه أخري
السحرى
موجود ولكنها مشاغل الحياة
ReplyDeleteتحياتي
لا يا استاذ مينفعش كده كل ده غياب انا مختلف مع حضرتك كتير لكن باحترمك واجلك واحب كتاباتك لانها فيها استفادة ولك تحياتي ودوام التوفيق
ReplyDeleteعاش من شافك يا استاذنا
ReplyDelete