يذكر أميان أحد المؤرخين هذة الكلمات عن هذا المعبد الرائع قائلاً :
يعلو معبد السرابيوم على غيرة , تعجز الكلمات عن الرقى إلى عظمتة , فية قاعات فسيحة مرتكزة على الأعمدة , وفية تماثيل تكاد أن تتنفس , ويزدان بعدد لا يحصى من التحف الرائعة مما يجعل العالم بأسرة لا يرى شيئاً جديراً بهذا القدر من الفخر , بعد الكابيتول , النصب الأزلى لروما المبجلة
يستطرد المؤلف قائلاً بعد ذلك :
ما الذى بقى من معبد سرابيس فى الإسكندرية ؟ ذلك المعبد الذى أثار الإعجاب فى الحقبة القديمة لأجيال وقرون منذ أيام الملوك البطالمة الأوائل وحتى أيام الدورة الأوليمبية الأخيرة فى عهد الإمبراطور ثيودوسيوس ؟
الجواب بسيط وحزين فى ان واحد , لا شىء , أو يكاد أن يكون لا شىء
البداية
أطلال وخرائب سويت بالأرض هى كل ما تبقى منة
السر فى رجال الدين
لمعرفة أبعاد القصة من بدايتها دعنا نعود إلى الماضى قليلاً , كانت الوثنية فى القرن الرابع الميلادى تموت كدين فى مقابل المسيحية الوليدة المنتصرة بثقافتها الجديدة , لم تكن الوثنية سيئة كنظام إجتماعى ودينى كما قد يتبادر إلى الذهن بفضل التشوية المتعمد للتاريخ من قبل رجال الدين دوماً
يستطرد الكاتب فى البداية متناولا الحياة اليومية والجسدية للوثنيين , النظافة , الاستحمام , الفن , المهرجانات , ويقارن بينهم وبين الأفكار المسيحية الجديدة بعد أن حلت مكان القديم
الجسد
شيئأ يبعث على الخجل , تابو ممنوع الكلام عنة , دنس , خطيئة حسب بعض الأفكار الكهنوتية للمسيحية , عورة , النظر إلية شهوة حسب المنظور الإسلامى , هذة الفكرة التى طالما أرقتنى شخصياً بخصوص جسم الإنسان والنظرة لة
كان الوثنيون يحتفون بالجسد الإنسانى لأقصى الحدود وتستطيع التأكد من ذلك من خلال الأعمال التصويرية و النحتية العارية الكثيرة التى تصور الجسد فى حالة من الكمال أيام الحضارة اليونانية والرومانية بالتحديد , لماذا تغيرت هذة النظرة لجسد الإنسان بصفة عامة ولجسد المرأة بصفة خاصة فى المسيحية قديماً وفى الإسلام حتى الان ؟
إحدى الأسباب المهمة هى المسيحية كنظام كهنوتى بسبب صراعها مع الوثنية ومحاولة فرض موقف مغاير للأفكار السائدة لدين يقضى نحبة وتلاها الإسلام للأسف بفعل ظرفة التاريخى فى بيئة صحراوية جافة لقبائل رعوية ومجتمع ذكورى
إذا أردت أن تفهم المزيد فلتقرأ معى هذة الفقرة :
السمة المميزة للعالم الجديد بشكل خاص تتمثل فى الموقف المغاير والمختلف كلية عن السابق من جسم الإنسان فمعتنقو الديانة الظافرة نادوا نظرياً ومارسوا عملية إحتقار كل ما يتعلق بالجسد مفترضين أنة فى جوهرة آثم وملوث وذو نزعة للشر
فلم الإبتهاج والسرور فى هذا الغلاف الفانى ولم الإعجاب ببنيتة وكفائتة وجمالة الذى يتم إبرازة فى الجمنازيوم , ومعاهد المصارعة والميادين العامة ؟
وياللفضيحة إذا كان لهذا الجسد اللعين أن يمارس طفراتة الخسيسة فى مباريات مكرسة لمجد لآلهة وثنية ليست سوى عفاريت خطرة وخدم للشيطان , البذرة المزروعة والمعتنى بها بمثابرة وعناد وبدون كلل من جيل إلى جيل وجب أن تثمر محصولها المضاعف مئة مرة
ذكرتنى هذة الفقرة المضحكة بأحد الشباب الذى كان يتمرن حولى ذات يوم فى صالة الجمانيزيوم , شاهدتة وقتها يشرح لزميلة أنة يجب علية الذهاب للجمانيزيوم لكى يقوى جسدة من أجل العبادة وأن يجعل هذا الهدف الأسمى نصب عينية فى المقام الاول ....
ويليها الأسباب الاخرى كما قال لة الصعلوك شيخ الميكروباصات محمد حسان قبل أن ييفتح الله علية ويصبح داعية فى التلفاز
الحمامات والوثنيون
أنتشرت الحمامات العامة قديماً فى الإمبراطورية الرومانية , كانت الحمامات هائلة , كانت صروحاً حضارية , تجد حسب وصف المؤلف امكنة السباحة فسيحة مملوئة بالمياة الباردة أو الدافئة وأماكن للجلوس على الرخام من حول النافورات , والإصغاء إلى خريرها العذب , ممارسة التمارين الرياضية واللعب بالكرة فى فاعات خاصة مليئة بالتماثيل مرصوفة بالرخام , كانت العاصمة مليئة بالكثير من الحمامات العامة شيدها الأباطرة وسموها بأسماؤهم , وقد يعاقب أيضا الإمبراطور الشعب بغلق الحمامات العامة لوقت ما عقاباً لهم على القلاقل والثورات التى تحدث بين حين واخر , وخصوصا بسبب عدم وجود حمام خاص لكل أسرة فى هذة الأزمان الغابرة , هذة هى الصورة العامة أما القادم فهو أسوأ كثيراً
الحمامات والمسيحيون
هذة الفقرة ستبدو مضحكة ومسلية جداً وسترى كيف أن إقحام الدين فى أشياء كثيرة لا حاجة لة بالكلام عنها أضر الدين كثيرا
يذكر المؤلف أن معتنقى الديانة الجديدة لم يتحاشوا الحمامات فى البداية وإنما أقتصروا على التحذير من المبالغة فى الإستحمام , يقول القس المبارك المبجل الفاضل كليمنس السكندرى الذى عاش فى القرن الثانى لأخوتة فى العقيدة :
أربعة هى الأسباب التى تؤم الحمام من أجلها , الاول لكى تغتسل والثانى لنتدفأ والثالث من أجل الصحة وأخيرا بهدف المتعة وهكذا ينبغى تجنب الإستحمام من أجل المتعة إذ يليق بنا الإبتعاد عن المتع المتعارضة مع الشعور بالخجل , يمكن للنساء أن يستحممن من أجل النظافة والصحة أما الرجال فليفعلوا هذا من أجل الصحة فقط وفيما يتعلق بالحمام الدافىء فهو غير ضرورى إطلاقاً إذ يمكن بعث الدفء فى الجسم البارد بوسائل أخرى أيضاً كما أن الإستحمام الدائم يؤثر سلباً على أعضاء الجسم ومقاومتها , وكأنة يخفض الكفائة الفيزيائية وغالباً يكون سبباً فى الدوار والإغماء
يؤكد المؤلف بعد ذلك أن هذة الأقاويل ليست من رهبان أو نساك معزولين فى الصحراء أو من الزاهدين إنما هم علماء لامعون متميزون بسعة الأفق والإطلاع والمواهب الأدبية أى انها ليست آراء شخص أو اثنين بل إتجاة عام لفئة تأخد حيزا ً كبيرا فى الوجود فى تلك الفترة
الحمامات والقديسون والأساقفة
أقرأ معى ما يقولة الاسقف هيرونم وهو شخصية مشهورة عاش فى فلسطين وعكف على تنقيح الكتاب المقدس ولة شهرة واسعة فى تلك الحقبة من العصور الوسطى
لا تعجبنى إطلاقاً إستحمامات الفتاة الراشدة , إذ يجب أن تخجل من نفسها وألا تتقبل رؤية عريها فإذا كانت تجعل جسمها يهزل بالسهر والصيام وترغب فى إطفاء الشهوة وجمر نار الشباب بجليد الزهد وتسعى لمسخ الجمال الفطرى بالأوساخ المتعمدة فلماذا إذن تعمل بفعل دوافع معاكسة تهيج اللهب الخامد بواسطة هذا الإضرام الذى يلعب الحمام دورة
أيصبح ملمس جسدك خشناً لأنك حرمتة من الحمام ؟ ولكن من اغتسل مرة بيسوع ليس مضطراً أن يغتسل مرة ثانية
زرادشت
لقد علمتنى ذاتى كبرياء جديداً سوف أعلمة للبشر
علمتنى ألا أدفن رأسى فى رمال الأشياء السماوية بعد الان وأن أرفعها فى حرية
وسوف أعلم البشر إرادة جديدة يريدون بها هذا الطريق
الذى مشى فية الإنسان من قبل كالأعمى
ويقرونة ولا يتراجعون عنة مثل المرضى والمنحلين الذين أحتقروا البدن والأرض
وأبتدعوا ملكوت السماوات وقطرات الدم لخلاص البشر
نعود إلى المعبد فقط كدت أنساة :
مدخل مكتبة الإسكندرية داخل المعبد
المكتبة الصغرى
كن ملكاً علينا الان
يا سيد العالم الذى لا يقهر!
هنا كان يتم عبادة الإله سرابيس الذى حطمة الأسقف ثيوفيل فى الصراع الوثنى المسيحى الأخير , تمكن هذا الأسقف من دخول المعبد ووجد التمثال , يذكر المؤلف أن التمثال كان ضخماً للغاية وكان يثير الدهشة والرعب فى النفوس وكانت الاسطورة تذكر وقتها أنة إذا أقترب أى كائن من التمثال بنوايا شريرة فسوف ترتعد الارض ويتعرض كل شىء حولها للدمار , أمر هذا الاسقف مساعدية بأن يهوى بفأسة على التمثال ومع الضربة الأولى , أنطلقت صيحات الرعب من المحيطين لكن شيئاً لم يحدث , ولما أنفصل الرأس عن الجسم , خرجت منة مجموعة كبيرة من الفئران ثم تم تحطيم التمثال وأحرق , أما الرأس فقد تم جرة فى شوارع الإسكندرية ليتمكن جميع عبدة سرابيس من مشاهدة هذة الإهانة , ويتأكدوا من مدى ضعف هذا الإلة الذين آمنوا بقدراتة الخارقة
كان هذا التمثال أثمن الأعمال فى الإسكندرية بلغ عمرة 700 سنة لحظة تحطيمة وتلاة المعبد الذى تم تسويتة بالأرض كما ترى فى الصور السابقة
كل المتبقى هو عامود واحد فقط
يسمى عمود السوارى بنى على أنقاض هذا المعبد
يختم المؤلف هذة الفقرة بنبرة حزينة واصفا الصعيد الثقافى قديماً , وما تلاة من التحطيم المسعور , والصهر والحرق لكل ما يتعلق بالآلهة القديمة والذى حدث بشكل رئيسى فى الشرق حيث بلغ الفن أرفع مستوياتة بعد تطور المسيحية كقوة صاعدة معتبرة جميع هذة الأصنام ملعونة وهكذا أزيلت كل المظاهر التى يمكن أن ترمز
يقول المؤلف فى نهاية هذا الفصــل
كلما يدرك الناس كم كانت مهلكة وبعيدة المدى نتائج هذا الشىء على طيف واسع من الإبداع الفنى فالشرق الأغريقى الذى كان رائد فن النحت عبر قرون طويلة عبر الحقبة القديمة بأسرها وقدم تحفاً خالدة بحق , الشرق الأغريقى أضحى ميتاً فاقد للروح من وجهة النظر هذة ولا يزال على هذا الحال حتى اليوم , أما فى الغرب فقد أتخذت هذة الأمور منحنى مختلفاً فهناك نادراً ما أتخذت الأمور صيغ مشاهد مسرحية كتحطيم تمثال سرابيس ولذلك لم تنشأ إذا صح القول أية عقدة للتحسس الزائد والأحكام المسبقة بالنسبة للفنون التشكيلية وسمح بمرور الزمن بوجودها وتكريمها بالكنائس مثلما اعتاد الناس منذ أمد بعيد وتحديداً منذ أيام السراديب على وجود مظلمات ولوحات جدارية فى أمكنة الصلاة
المهرجات الأوليمبية إحدى روائع الإبداعات الوثنية ماتت للأسف أيضاً بموت الوثنية , عندما أصدرت المراسيم فى عصر ثيودوسيوس فى القرن الرابع بتحريم تقديم أضحيات أمام مذابح الالهة والقرابين وإحراق البخور ومعظم هذة الممارسات كان تتم كطقوس للمهرجانات , تم تحريم كل ذلك فى المعابد والمنازل وكل التقدمات الرمزية كالزهور والبخور, ثم تلى ذلك القرار الديكتاتورى بإلغاء الألعاب الأوليمبية بإعتبارها مهرجانات وثنية لا تليق بالإمبراطورية الرومانية , كان 393 هو التاريخ السنوى الأخير للمهرجانات والتى أعيد إحياؤها فى القرن العشرين حديثا فى الدول العلمانيةً بعد أن تخلص اجدادنا من إرث الماضى البغيض
من اجمل البوستات اللي قريتها اليوم. وانا متفق معاك في ان الوثنية مش بالبشاعة اللي اوصلها لنا الفكر المسيحي. ولكن كأي دين يدّعي دائما فساد المجتمع المحيط وينادي بأنه المصلح، كأن يصف الإسلام بشاعة الجاهلية وهكذا. صحيح المسيحية لما تعامل الوثنية بعنف مادي ولكنها كانت عنيفة فكريا ومتحاملة على الوثنية.
ReplyDeleteللأسف الشعوب الوثنية هي آخر الشعوب التي استمسكت بالفن والجمال والرياضة واحترام الجسد. ولكن زحف الأديان التي يقولون عنها سماوية - بينما أراها الأدني في الفكر الميثولوجي - قد دفن ثقافة تلك الشعوب. وعن فكرة المغايرة فهي فكرة قذرة مترسخة في فكر اليهودية والمسيحية والإسلام.
فكثيرا ما يعاقب يهوه اليهود لأنهم يختلطون بالأمم، أي يحتكون بالشعوب الأخرى. وفي المسيحية نجد بولس الرسول فيلسوف المسيحية - ونكستها برأيي - يحض المسيحيات في كورنثوس على ارتداء غطاء للرأس لئلا يتشبهوا بسفور العاهرات. وفي ايامنا هذه نلاحظ الهوس الذي يعاني منه المسلمين إزاء الحداثة إذ يخشون التشبه بالكفار.
لعنة الله عليه وعليهم
الإبداع هو منتج (بضم الميم وكسر التاء) الحضارة
ReplyDeleteالمشكلة ف إن الإبداع يعني التغيير
واﻷديان كلها بتخاف من التغيير
وبالتالي بتحارب الإبداع
ولإن الفن -في رأيي- هو قمة الإبداع
كان من الضروري محاربة الفن بكل أشكاله
وهو مايحدث حتي اﻷن
إزدهار الفن يعني إزدهار الحضارة
عشان كدا أنا كمان بحب الوثنيين
وبحب أي فترة كان فيها الإنسان يبدع بحرية
تحياتي علي المقال الرائع
في اعتقادي ان اي عصر لايمكن وصفه بالخير المطلق او الشر المطلق اعتقد ان الحرب الشعواء من رجال الدين تجاه الفكر والفن الوثني دفعتك لرد فعل اري ان فيه بعض المبالغة منك فهو فكر لا يخلو من جمال وقبح تحياتي
ReplyDeleteعندك حق يا
ReplyDeleteInnocent
حتى فترة الجاهلية
فى الإسلام مكنتش بالبشاعة الى وصلنا ليها الكتاب الإسلاميين بصفة عامة
تحياتى
alien
نظريفتك بسيطة وفى الصمييم
هنادى
أية القبح فى الفكر الوثنى ؟
وطالما الى بذكرة فية مبالغة
لية أوروبا تعلمنت ؟
مشعلشان النظرة الأحادية للكنيسة
وفسادها ومحاربتها
للعلم و
لأى قيم خارجة عن منظومتها ؟
هما أتعلموا من الدرس واحنا لسة قدامنا كتير
لما قريت شفرة دافينشي من كذا سنة نوعا ما اتصدمت من كم المعلومات اللي بتتكلم عن كل الرموز الوثنية اللي تغلغلت في الاديان التي كما يصفوها اسمها سماوية
ReplyDeleteدان براون معرفش ملته ايه بس جاب الحكاية على اساس ان فيه دخلاء على الاديان السماوية هما اللي دخلوها عشان يزيفوا الدين السماوي بالوثني
هو كان بالتحديد بيحكي عن الدين المسيحي
طيب
ليه ميكونش العكس هو اللي حصل؟؟
و ليه ده يحصل مع كل الاديان السماوية الثلاثة؟؟
حتى في الاسلام مليان علامات و حاجات كلها لها اساس وثني
انا مش فاهمة مين الصادق و مين الكاذب؟؟
بس يعني مش بيتقال في المثل برضو ان ربنا عرفوه بالعقل؟؟
و لو انها مقولة مغلوطة جدا بس مين الاسبق في الوجود على وجة الارض؟؟
مش كانت الاديان الوثنية دي و لا انا غلطانة؟؟
Ti
ReplyDeleteأهلا بيكى
الرموز الوثنية فى المسيحية والإسلام
كتير جداً ملهاش حصر
مفيش باحث جاد فى تاريخ الأديان يقدر ينكرة
أما ليه ده يحصل مع كل الاديان السماوية الثلاثة؟؟
فمتسألنيش انا
أسالى ربنا بقى
:)
اما انك تعرف ربنا بالعقل فأنا ضد المقولة دى
الأيمان نقيض العقل لأنة من شروطة التسليم بغيبيات أما العقل فمادى وبيعتمد على المحسوس دايماً فالإثنين بيمشوا فى سكة مختلفة تماماً
مدونة جميلة وموضوعات رائعة استمتعت بها كثيرا
ReplyDeleteتحياتي
بالغ احترامي لكل المدونين الذين يرفعون سقف الحريات في مناقشة موضوعات مثيرة للجدل. وسعيدة بالجرأة والمباشرة في التناول
ReplyDeleteأكيد لي بعض المآخذ في التحامل على الديانات اليهودية والمسيحية والاسلامية, ولكن هذا لا ينفي اعجابي بفكرة المقال ومحتواه الثري
الحضارات الوثنية ظلمت كثيرا وطالتها يد التخريب والتشويه لصالح ما تلاها من حضارات، هذا واقع حقيقي، وهذا هو منطق القوة، فالمنتصر دائما يسعى لمحو المهزوم واندثاره
أذكر كم التماثيل الملكية التي قام الملوك الفراعنة بتدميرها في معبد الكرنك, فقد كان كل ملك يمحو وجه تمثال الملك الذي سبقه ليحل وجهه محله، ويحطم تماثيل الآلهة القديمة لتحل محلها آلهته الجديدة.. ولم يكن ذلك لفرض ثقافة مغايرة, بل فقط لتخليد الذات ووضع بصمة السلطة على التاريخ
وبالرغم من ذلك فالحضارة الانسانية تظل نسيج واحد، فلا يمكن محو تأثير الحضارات الوثنية فيما تلاها، وحتى في طقوس العبادة التي تمارس اليوم حول الكرة الأرضية
المعضلة في الفكر الديني المنغلق هي محاولة فرض سيناريو عكسي على الانسان. فالفرد الذي يتشبع بهذا الفكر ينظر إلى نفسه باعتباره هابط من السماء إلى الأرض, فيصبح وضعه الحالي بهذا المنطق هو وضع دوني عن الأصل. بينما الانسان في الفلسفات الكلاسيكية مخلوق ناقص يسعى إلى الكمال، فيتقدم.. على عكس ما نراه في حضارات أخرى في أوقات الضعف
يتأصل وضع الخزي واحتقار الانسان لآدميته وجسده في أوقات الضعف, فحين يصير النصر والانجاز بعيد المنال، يترسخ في الاذهان فكرة أن الانسان نزل من حالة الكمال إلى الارض بسبب سخط الإله عليه.. وبهذا يصبح أمله الوحيد في الخلاص هو التكفير عن هذه الخطايا التي أدت به لهذا الانحدار
العقل البشري في الثقافات السائدة مغلل بفكرة الخطيئة.. فهو دوما وأبدا مذنب وكل همه ينحصر في الخلاص الذاتي، وبذلك يتقلص اهتمامه بالشئون العامة والتقدم والتنمية والعلوم والفنون، التي أضحت أمور دنيوية هشة، لا تستحق عناء التفكير أو السعي.. وفي الجانب المتطرف تعتبر مثل هذه الأمور خطايا في حد ذاتها! فهي إلهاء للبشري عن دوره الأساسي في السعي نحو الخلاص
ولكن دعني يا عزيزي أفسر لك سبب مآخذي في إلقاء الحمل على الديانات السماوية.. ولنأخذ مثالا بالديانة اليهودية التي أرست هذا المنهج في رسم علاقة الانسان بالإله وبالحياة على الأرض
فالبرغم من أن العقيدة اليهودية عمودها الفقري هو الخطية وغضب الرب على اليهود، فإننا نجدهم من أكثر النابغين في العلوم! رغم أنهم قلة حول العالم، بعكس أتباع المسيحية والاسلام
تجد أن 23% من الحاصلين على جائزة نوبل حول العالم هم من اليهود! حوالي 173 يهودي.. مع أنهم يمثلون 0.2% فقط من سكان العالم
بل ونجد أن أبرز المفكرين شكلوا وعي العالم في ال150 سنة الأخيرة, وهم ألبرت اينشتاين وسيجموند فرويد وكارل ماركس, ثلاثيهم يهود، أو ولدوا من عائلات يهودية
فما الذي يعنيه ذلك؟.. أترك لك الجواب
ازيك يا فانتازيا
ReplyDeleteهو فية حاجة صغيرة
تناولى كان لرجال الدين فى الديانة المسيحية
والاسلام
وليس الاسلام او المسيحية فى حد ذاتهم كأديان
وانما الظروف الى نشأ فيها كل دين فيهم وتأثير ذلك
على المجتمع
اتفق معاك فى منطق القوة
التاريخ بيكتبة المنتصرون دوماً
نظرية العقل البشرى والخطيئة
والذنب اتفق معاك فيها
ودايماً بتزداد
فى اوقات الانحطاط الحضارى والتردى
أنا مجبتش سيرة الديانة اليهودية
فى موضوع الجسد
وبقية المقال
فانا لم اتحامل على اليهودية
لسة مجاش عليها الدور
:)
فية حاجة تانية
اليهودية تعلمنت
واستفادت من دروس التاريخ
فعادى جداً انك تلاقى نوابغ
زى الى ذكرتيهم
وميحصلش ساعتها تعارض بين الدين والعلم
أو اقحام الدين فى امور ابسط من انة يتناولها
سعدت بزيارتك
ممدوح رزق
ReplyDeleteمتشكرين يا فندم
:)
أنا أري أن الدين لا علاقة له بالعلم و بناء الحضارات فالحضارات الوثنية العظيمة أذهلت العالم و لم يكن لهم دين و معني نبوغ اليهود لا ينفي أن الديانة اليهودية كغيرها من الأديان في كرهها للأخر و تحقيره و لكن السبب هو أن اليهودية ديانة غير تبشيرية فهم يهتمون باثبات أنفسهم أكثر من أي شئ هذا بالأضافة الا عدم اهتمامهم بتوافه الأمور الدينيية كما نري المسلمون يجن جنونهم لموضوع الحجاب و نري المسيحيين يذعرون اذا شككنا في صلب المسيح فاليهود همهم الاول الوصول لهدفهم و اثبات نفسهم في مجتمعات هم فيها أقلية و هم أقلية في أي مكان بحكم قلة عددهم.
ReplyDeleteBy the way Hartaka,this blog is awesome!!!
ReplyDeleteسعيدة...
ReplyDeleteمدونة فشيخة.
Amenhotep
ReplyDeleteGAMA-lone
شكرا ياشباب
شرفتم المدونة
تحية لك هرطقة..ولكل الهراطقة..
ReplyDeleteدكرتني هده الفكرة بما كتبه نبيل فياض عن مراتي اللات والعزى..في كتيب قصير ممكن ايجاده على الشبكة بسهولة..
لك كامل مودتي
شكيب أريج
www.matarmatar.blogspot.com
جميل تناول الحديث في هذا الموضوع بهذه الطريقة والانفتاح العقلي والفكري
ReplyDeleteشكرا هرطقة
انت عارف يا مهرطق إيه إللى بيزعلنى , إن يكذب الشخص كذبة و يصدقها ! , أو يكذب عليه أحدهم و يصدقه !! , طبعا كلامك مع إحترامى الشديد لإنسانيتك , به الكثير من التناقض , و للعلم بالضيء معظم ما تقوله من هرطقة تم الرد عليه عبر الزمن مليون .. بل بليون مرة
ReplyDeleteاخر جملة قلتها عن رجال الدين , لا اعرف من تقصده بالضبط ! الديانة النصرانية أم الدين الإسلامى ؟
إن كنت تقصد اى رجل دين من الفئتين فمن الذى كذب عليك و قال لك أن علماء الدين و الدنيا المسلمين فى عصر النهضة الحقيقى (العصور الوسطى) لم يقدموا شيء للبشرية !!
إن كنت لا تعلم فلتتعلم , أما إن كنت مماحك و مجادل .... فحسبى الله و نعم الوكيل
عموما أنا أفترض أنك تقصد الكل ,, حينها الشر لا يحصد إلا شراً أيا كان دينه أو ديانته أو مذهبه أو فكره
العلماء المسلمين قدموا للبشرية أمثال العالم الإيطالى جالليلو عشرين مرة
طبعا مع إحترامى الشديد لجالليو
50 عالما فى الطب
43 رياضيات يكفى الخوارزمى
31 عالما فلكيا
19 عالما فى الهندسة
13 عالما فى النبات
8 عالم فى الموسيقى
3 عالما فى السياسة
و لم يكن الواحد من كل هؤلاء متخصص فى مجال و احدا , لا ,, بل كانوا متخصصين فى عدة مجالات
و لم يكونوا متخصصين تخصص المقلدين أو حفاظين , بل كانوا مبدعين و أضافوا للعلم و أصلحوا فيه و نقحوه ,, و من الواضح أنك متتبع جيد للشخصيات المؤثرة , فالتقرأ عن هؤلاء بحيادية
إبن رشد
ابن سينا
ابن التلميذ
الرازي
ابن باجه
و غيرهم الكثير ...
http://en.wikipedia.org/wiki/Timeline_of_science_and_technology_in_the_Islamic_world
و إن كنت لم تقصد العلماء المسلمين, و هذا ما أتوقعه فى شخص مهتم بالتاريخ, فإعذرنى
و موضوع الوثنين هذا ! انت لم تذكر لى شيء واحدا مفيدا أخرج به من الموضوع !
لم أرى أى تميز لهم على الإطلاق !
و لم تعلق أنت من الأصل إلا على مسألة تقديرهم للجسد و هكذا !!
شيء عجيب ! أناس ليعبدون الأصنام ! أى جمجمة بلا عقل ! حماقة ! يصنعون تمثالا ثم يقولون هو رمز الإله و يعبدونه !
هل تريد منهم أن لا ينخرطوا فى الشهوات الجسدية !! و يعتبرونها شيء مقدساً !! إنها الغريزة
سبحان الله
تنتقدون (المتعصبين ) فى تمركزهم حول الأنثى و إعتبارهم أن المراة جسد يجب أن يغطى تماما لانهم مجرد شيطان يغوى الذكور
و أنتم تنظرون إليها على أنها أيضا جسد يجب أن يعرى تماما بإسم الحرية , مع أن الفكر واحد و الهدف واحد
و إلا ما كنت تتكلم عن العرى و تقديس الجسد بهذا الإفتنان و الأدلة كثيرة
لست أعلم من أنت ولكن حيث تدعي الثقافة فأي ثقافة تدعوك لأن تسب إنسان كائنا من كان وتدعوه بالصعلوك؟؟ ولا شك أن هذا الصعلوك هو أفضل منك عند الله لأنه أولا لم يسبك ولم يوجه إليك أي إساءة، وتذكر يوم تعرضون سويا على خالقكما ستعرف من هو الصعلوك الذي محله أسفل سافلين في الدرك الأسفل من النار ويكفي محمد حسان أن الناس تعرفه وتعرف أخلاقه أما أنت فمجرد مغمور يملئ صدره الحقد وسوف يصلى سعيرا ويتجرع الحميم فضلا عن كفرك وأعترافك على نفسك بالهرطقة
ReplyDeleteممكن اعرف ديانة صاحب المدونة
ReplyDeleteOverDoDrama
ReplyDeleteأحييك بشده على ثقافتك ، وكنت سأتسائل بنفس الطريقه تماما ، هل المهرطق صاحب المدونه ( أتمنى الا تعتبرها شتيمه ) تغافل عن العلماء الذين أفرزتهم الديانات على مدار التاريخ ، وهل تناسى مدى النضج العقلى والتقدم والثقافه التى ظهرت فى فترات ازدهار التاريخ الاسلامى والمسيحى ؟
أم نحن هنا بصدد تمجيد وأعلان عن العلمانيه والوثنبه وتريد منا أن نعود للمسرح الرومانى والعبيد ومصارعه النمور والأسود ؟
لك الحق فى التعبير عن رأيك ولكن ليس لك الحق فى وصف أحد مخالفى رأيك بالصلعوك ، فربما أنت فى نظر آخرين من أكبر الصعاليك ولكن لا يريد مواجهتك بهذا أحتراما لأدب الحوار ..
OverDoDrama
ReplyDeleteانا قصدي رجال الدين
بصفة عامة
السلفيين
والريفيين
المسيطرين علي عقول المصريين بصفة خاصة
مفيش حاجة اسمها رجل دين
لو اتحولت لمهنة
او تحالف مع سلطة اي كانت
هتتغير عن مسارها الطبيعي
كل منا رجل دين جوة نفسة
ومشمحتاجين وساطة بينا وبينا خالقنا
انا لم اهن العلما المسلمين
بتاتا الي ذكرت سيادتك اسماوهم
او حتي بصفة عامة
انا بتكلم عن رجال الدين
وفية فرق بين رجل الدين والعالم
اما قولك
و موضوع الوثنين هذا ! انت لم تذكر لى شيء واحدا مفيدا أخرج به من الموضوع !
لم أرى أى تميز لهم على الإطلاق !
اعتقد ان كلامك مش مضبوط
اومال هيباتيا
في الفلك والرياضة
افلاطون
ارسطو
فيثاغورث
دول اية ؟؟
وكتير غيرهم
اما بالنسبة للجسد
فانا الي ضدة هو الارغام علي التحجب والتستر بالقوة
او العكس
ودة الي عملة رجال الدين المسيحي في بداية المسيحية
وفي الاسلام لغاية دلوقت
جسدي دة ملك ليا سوا كنت راجل او ست
axetoo
ReplyDeleteومين قالك ان الهرطقة دي كلمة وحشة
يا جرذ انت ؟؟
احمد المصري
انا بتكلم عن تشوية التاريخ الوثني
واعتبار الفترة دي مجرد ضلالات
وانكار اي مميزات ليها بسبب وثنيتها
اية دخل دة بقي بالعلما المسلمين ولا المسيحيين
يا ريت تركز وانت بتقرا
بالعكس يجب وصف صعلوك دي بتنطبق علية للغاية
لانة في الاساس
لا يعترف باختلاف وجهات النظر
اسمع شرايطة وهو بيكفر المثقفين
لمجرد انة مش عاجبة كلامهم
بالفعل ما يطلق علية ببحث ممتاز الا انى اختلف معك فى بعض النقاط
ReplyDelete1- انت لاتبرز الافعال الوحشية التى قامت بها الثقافة الوثنية كالاستمتاع بقتل العبيد فى الكولسيوم
2- ان الثقافة الوثنية لا تختلف عن الثقافات الدينية باى حال من الاحول الابمكان نشوء الثقافة او الحضارة
3- كل ما يخالف العلم و العقل سيقود الناس الى مجاهل الوحشية والتخلف
على كل لقد استمتعت بتحليلك و ارجو التواصل
لا تسب الناس فمواضيعك كلها غريبة ومسمومة ولا تسب شيوخ الإسلام وإلزم حدك فمثلك لا يكون إلا رجل غير متعلم .
ReplyDeleteفقولي من أنت وما مستوى تعليمك !!!
من انت وما هو مستوى تعليمك لكي تتحدث بهذاالكلام
ReplyDeleteانا سيدك هرطقة يا ولد
ReplyDeleteياهرطقه تسب الشيخ محمد حسان والله نقول جمله واحدة
ReplyDeleteاشفق على الراس لاتشفق على الجبل
يتكلمون.. كثيرون عن الأزمنة التي سبقت وجود ما يسمونها الأديان السماوية بالوثنية وكأنها رجس من عمل الشيطان وكأن العالم لم يوجد سوى عندما ظهرت هذه الأديان. فليقرأوا أو ليتذكؤوا أن أول حضارة وأول بعث للوعي كان في مصر ارض تحوت..هرميس واوزيريس وآتوم ورع وآمون(آمين)ولم يكن اسمهم موسى ومحمد وعيسى. هذا تغييب للعقل أو هو قصور في المعرفة. عندي اقتراح: فليقرأوا اناشيد أخناتون الكبير والصغير ويقرأوا متون الأهرام ومتون هرمز المثلث العظمات قبل أن نواصل الجدال.
ReplyDeleteأما عن الجسد فأي ذوق يصف الجسد بالقبح والعورة والدنس والخطيئةسوى عقول مريضة و شاذة عديمة الشعور والإحساس بالجمال.
مرحبا الأخ صاحب المدونة وليسمح لي بمناقشته في بعض ما جاء في كلامه أعلاه
ReplyDeleteبعد مشاهدة اجورا شعرت بفضول اكثر واحساس مختلف عند قراءة البوست الثرى ، صدقت واضحكتنى شيخ الميكروباصات الصعلوك :) لو فقط يكون الدين اى دين هو رمز محلة القلب بعيدا عن الفنون والمجتمع والفلسفة بدون تعقيدات ولا احكام مسبقة لارتاح الجميع!
ReplyDelete