ولكنها تدور

ابنتى العزيزة :

على الان ان اجتهد فى شىء واحد ,

ألا أتكلم

لا سجن يتهددنى ولا تعذيب

فقط على ألا اتكلم عن دوران الارض وهذة الكفريات

ولكنها تدور

ما معنى أن امنع من أن أتحدث أو أكتب عن نظرية كوبارنيكس , , ماذا بقى لى لأتحدث فية؟

إنها النهاية

لقد أحلت إلى التقاعد وأنا فى قمة المجد والشهرة , محكوم على بالعجز من هؤلاء الأنجاس وما انا بعاجز عن شىء

اعانى مرض الوحدة وهجر الناس لى , اراك يا ليفيا وقد ترهبنت وأنسحبت من الحياة وتغير حالك الى الاسوأ اصبحت أقل إهتماماً بأبيك , متكلفة فى معاملتك متحفظة فى تصرفاتك , لقد أصابتك بارانويا التدين المقيتة , لقد قصت على اختك ما اًل إلية حالك , لم تفعلى شيئا مفيدا سوى ترديد تلاوات وعبوس وتجهم , لقد لوثوا ذاتك النقية بفتاويهم النجسة حتى اصبحت تخشى ابيك

ألست على حق , الست انا العجوز المتمرد على تعاليم الكنيسة ؟ , ألست أنا الزنديق الذى أخالف الكتاب المقدس؟

يمر الشتاء على قاسيا ومؤلماً يا ليفيا , أقضى ايامى فى الفراش لا استطيع الحركة , ياللنقرس اللعين , ارى من النافذة ثلاثة من النجوم المذنبة تظهر فى سماء فلورنسا , ياللحرمان , لا استطيع ان اخرج الى حديقة دارى لأشاهد ما يشاهدة الناس ويتحدثون عنة , يا لهم من قوم بسطاء , ظنوا ان ما يحدث إنما هو علامة على قرب إنتهاء العالم وقيام القيامة

لقد لوثوا أدمغتهم البسيطة المؤمنة بالفطرة بنصوصهم العفنة , مثلما فعلوا معك , أعلم يا ابنتى ان كلامى قد يصيبك بالحزن ولكنها الحقيقة التى تمزق نياط قلبى , فلتتجهى يا ابنتى إلى الماضى إذا كنت تريدي حياة القبور البدائية , أما إذا كنت حقا تريدين الحياة بطبيعية فلتخلعى هذا الغطاء الاسود الذى تضعية على رأسك الذى سمم عقلك وتفكيرك ولا تنخدعى بأمال جنتهم المعسولة , فما هؤلاء الدعاة إلا منافقون خبيثون , رأوا الكون والوجود من خلال أوهام الأجداد , فلا تعيشى فى سراب الوهم أو وهم السراب بل عيشى فى عالم الحقائق والوقائع

هذة نصيحتى لك فلتلقى بالماضى وراء ظهرك ولا تستمدى الحياة إلا من ينبوع الحاضر وارفضى التقاليد الراكدة القديمة فالزمن لا يقبل العودة إلى الوراء والحياة فى تجدد مستمر , وإذا أخذت شيئاً من غيرك فأحيلية إلى طبيعة نفسك بكل قسوة وبلا مهادنة أو مساومة

إن الحياة كفاح ولا تعرف غير الكفاح وسيلة للتقدم فأفعلى ما يقتضية عقلك فقط واتصلى دائما بينبوع الوجود الحى كى تستمدى منة قوى الخلق والإبداع .

بإخلاص : جاليليو