أرسطو والكرات

جامعة بيزا 1591 م

اعزائى الأساتذة والطلبة , احب ان اشارككم فى مشاهدة شىء مخالف لما تعودتموة قديما

يقول ارسطو العالم اليونانى الشهير:

لو تركت كرة تسقط من اعلى الى اسفل فان سرعة سقوط الكرة تزداد بتزليد وزنها وسقوط كرة من الحديد أسرع من سقوط كرة من الخشب

هل سألتم أنفسكم يوماً بإخلاص وصدق

لماذا ؟؟ وهل هذا صحيح ؟

أرى العيون تنظر لى بتساؤل ؟

لقد صدق اسلاف ارسطو هذة المقولات قديماً , ولكننى لن اقتنع سوى بالتجربة الان وأمامكم

التجربة بسيطة ان الامر لا يحتاج لاكثر من عدة كرات متساوية حجما من مواد مختلفة حتى تختلف فى الوزن وإلى ساعة وما على سوى ان اسقط الكرات من ارتفاع متساو وان اقيس الوقت بين بداية السقوط ونهايتة, إن كانت كرة الحديد أسرع من كرة الخشب فأرسطو على حق

نظرات من عدم التصديق تفوح من حولى

لقد قضيت عدة ايام اجرى تجاربى داخل غرفتى صاعدا سريرى ومعى الكرات او طالعا شجرة فى حديقة بيتى , وقد كان شكى صحيحا , مهما كان وزن الكرة فزمن سقوطها واحد طالما سقطت من إرتفاع واحد

إن الأمر يحتاج الى تجربة اخرى , ولذلك جمعتكم هنا حولى لتشاهدوا شيئا مخالفا لما تعودتموة قديما

وقفت برهة عن الكلام لأشاهد اثر عباراتى

أرى وجوهاً مكفهرة تنعتنى قسماتها بالجنون والخبل , واكثرها من رجال الدين ولكننى سأستمر فلن يوقفنى شىء عن تنفيذ التجربة

نظرت إلى الجموع مكملا :

احتاج بناء عال جدا والى مساعدين , لا يوجد افضل من برج بيزا المائل والخلاصة من تلاميذى الاوفياء الذين ترونهم امامكم هم افضل من يعاونونى فى هذة التجربة

برج بيزا يرتفع 179 قدما وعلى فريق منكم ان يلقوا بالكرات من عدة طوابق , كرات من كل الانواع ولها اوزان مختلفة وعلى هذا الفريق ان يقيس الوقت بدقة منذ بداية سقوطها حتى وصولها الى الأرض

هيا يا اصدقائى لا تتردوا امامكم عدة صناديق , كل صندوق لة عدة فتحات , هذة الفتحات كلها تفتح لإطلاق الكرات مرة واحدة بمجرد الضغط على صمام واحد ......

الان تبدأ التجربة ......

تفرق التلاميذ فى طوابق البرج حتى قمتة

الساعات معدة لقياس الوقت

الكرات تنطلق من الصناديق

الساعات تعمل

تصل الكرات إلى الأرض

يسجل الوقت

جميع الكرات تصل فى نفس الوقت

إن العامة والدهماء لا تستجيب لنداء العقل بل تستجيب لنداء العاطفة الجامحة التى يستطيع الوعاظ والديماجوجيون اللعب بها

ألتفت حولى منتظرا التهانى

ولكنى بدلا من ذلك أرى وجوها متجهمة عابسة

وأخرى شاكة غير مصدقة , تنظر لى فى إرتياب

كنت أعرف اننى لن اروق لهم منذ البداية

تتصاعد الهمهمات

لم يكن أحدهم على إستعداد لأن يدحض ما جاء بة أرسطو ثم أن بعضهم وبالذت الشيوخ منهم انصرفوا عن مناقشتى فى هذة المسألة إلى التساؤل عن هذا الغرير المغرور الذى يحاول الخروج عن عقائد الاباء

ماذا أقول فى عقول تميل إلى الأوهام وتعرض عن العلم

قذارة مركبة فى طبعها تستحق القتل فى الدنيا والاخرة

لكن هذا لن يمنعنى من ان اذكر خبر نجاح تجربتى الى شتى جامعات اوروبا

الى الرياضيين

والعلماء

وجميع من فى الارض أو فى السماء

وساترك قلوبكم يحرقها الحقد ويعبث بها الجنون

.......................

معالجة درامية لكتاب

جاليليو

ميشيل جبرائيل